كونوا أبطالا .. وعودوا بالتأهل من أم درمان يلتقي ''محاربو الصحراء'' و''الفراعنة'' وجها لوجه عشية اليوم، على أرضية ملعب المريخ بأم درمان السودانية، في موقعة تاريخية وفاصلة لا تقبل القسمة على اثنين، كون أن المنتصر منهما سيتسيد العرب كرويا ويمثلهم بين بقية الأمم في محفل جنوب القارة السمراء. ولن يكون بإمكان أفضل تقنيي الكرة المستديرة عالميا، التكهن بمن ستؤول إليه نتيجة هذه المواجهة بين ''ثعالب الصحراء'' و''فراعنة'' النيل، لأن المعركة التي يستضيفها السودان الشقيق، لم تعد مجرد مباراة في كرة القدم، بعد أن تدخلت فيها معطيات عديدة، لا تمت إلى روح وأخلاق الرياضة. لكون الأشقاء بأم الدنيا، لم يكونوا عند مستوى الظن وإكرام وفادة ضيوفهم، فبدلوا الوردة بالحجارة، وظلموا إخوانا لهم دون وجه حق. ولكي لا نخوض في الحديث طويلا، عما خلفته هذه المواجهة من احتقان وكراهية يبن الشعبين الشقيقين، وأثارها الوخيمة على العلاقات بين البلدين في قطاعات شتى مستقبلا، فإن الأمل الذي يحذو الجميع هو أن تجرى المواجهة في روح رياضية عالية بين الفريقين، والأفضل كرويا سيحظى بشرف تمثيل العرب أجمعين. ومن نافلة القول أيضا، يمكن التأكيد أن ذهاب الفريقين إلى مواجهة فاصلة على أرض محايدة، هي أفضل عناية ربانية، على الأقل للجزائريين، لأنه لو لم يكن الهدف الثاني في مرمى قاواوي الذي أعطى للمنتخب المصري فرصة لعب المباراة الفاصلة، لكان حدث الأسوأ للجزائريين منتخبا ومناصرين على ضفاف واد النيل، بالنظر إلى حجم الحقد الذي زرعه زبانية دكاكين الفضائيات المصرية على شاكلة شلبي ومدحت والغندور، فكانت النتيجة هي سيلان الدم الجزائري مجددا على أرض مصر لكن هذه المرة ظلما وعدوانا وليس في سبيل اسمى، على غرار ما حدث في حربي 1967 و,1973 لما روى الدم الجزائري صحراء سيناء دفعا لظلم اليهود. المنتخب الجزائري، حضر لموقعة اليوم في جو مثالي بأرض السودان المضيافة، التي ساهمت بقسط كبير في رفع معنويات رفقاء بوقرة، لاسيما بعد حفاوة الاستقبال التي خص به ''محاربي الصحراء'' لدى حلولهم بالخرطوم. ورغم أن أشبال سعدان لم يجروا سوى ثلاث حصص تدريبية منذ أن وطئت قدماه تراب الخرطوم، إلا أن التقارير الواردة من السودان تشير إلى أن، المنتخب في جاهزية بعد أن استرجع المصابون امكانياتهم، على غرار حليش وعنتر يحي وصايفي. فباستثناء الغياب الاضطراري لكل من الحارس قاواوي ووسط الميدان لموشية، فإن الكل جاهز، ويترقب أن يحرس عرين الخضر الحارس شاوشي، كما سيعوض عبدون أو يبدة لموشية. في الجهة المقابلة، يتواجد المنتخب المصري من جهته مكتمل الصفوف، بعودة عبد ربه والمعاقب وائل جمعة. ويشاع أن شحاتة صرح بأنه سيستثمر في المعنويات المنحطة للخضر، لأنه تمكن مع أشباله من إعادة الأمور إلى نقطة الصفر، وأصبحت حظوظ المنتخبين متساوية في المواجهة الفاصلة، بعد أن كانت تملك الجزائر حظوظا أوفر في مواجهة السبت الماضي. وقد اختارت الفيفا الحكم السيشيلي إيدي ماييه لإدارة المواجهة، وهو نفسه الذي أدار بقاء الفيصل بالبليدة بين الخضر والسنغال في الدور الأول من التصفيات، وسيعاونه الكاميروني مينا كوندي وجيسون دامو من السيشيل، إضافة إلى الحكم الرابع جون كلود لابروس من السيشيل أيضا. وما يجب الإشارة إليه، أنه لم يسبق للمنتخب المصري وأن فاز على المنتخب الجزائري، خارج أم الدنيا، وهو عامل أساسي على سعدان وأشباله، أن يستثمروه لصالحهم من ترجيح الكفة والذهاب إلى المونديال لثالث مرة في التاريخ الكروي الجزائري.