ادعاءات الإعلام المصري حول مشجعي الخضر ''أضغاث أحلام'' لازال الإعلام المصري ''الثقيل'' يواصل حملته ''المشينة'' على الجزائر، من خلال بث صور من صنع الخيال عن اعتداءات مزعومة ضد أنصار المنتخب المصري بالخرطوم. وكانت ''الحوار'' حاضرة في هذه المدينة المضيافة، وكانت شاهدة على الحضور المكثف لأنصار المنتخب الوطني، الذين لم يتوقفوا عن إعلان الأفراح منذ وصولهم إلى الخرطوم. ولا شك أن الأجواء الرائعة التي صنعوها قد جذبت إليهم المزيد من الشعبية وسط الجمهور السوداني، الذي لم يعش أجواء مثيلة من قبل. وتواصلت الاحتفالات قبل المباراة، وخلالها، وبعدها، وفي جميع أرجاء الخرطوم وأم درمان، وفي الطريق إلى المطار، وداخل المطار والطائرات. الفرحة كانت عارمة. وما يجدر الاعتراف به هو أن جانبا من أنصار ''الخضر''، كانوا جد مشحونين بعد متابعتهم وعلمهم بما لحق بمواطنيهم بمصر، خلال مباراة الإياب أمام المنتخب المصري. وحسب ما رأته ''الحوار'' حول تصرف الأنصار بالخرطوم، فإنهم لم يتحلوا بذلك السلوك العنيف الذي صوره عليهم الإعلام المصري، بكل قنواته وصحفه ومحطاته الإذاعية. فتصرف مشجعي المنتخب الوطني كان منتظرا بل وعاديا، وهو ما يحدث عادة مع المشجعين مهما اختلفت جنسيتهم. فحسب ما وقفت عليه ''الحوار'' فإن بعض الحافلات التي أقلت المصريين من ملعب المريخ نحو المطار، تعرضت لقذف بالحجارة، ما تسبب في كسر البعض من نوافذها، كما أخبرنا بعض الشهود العيان عن حدوث عراك بالأيدي بين أنصار المنتخبين قرب الفنادق التي تأويهم، غير أن الأمن السوداني سرعان ما سيطر على الوضع. أما قضية رفع السكاكين من قبل الأنصار الجزائريين، فإنه لم يحدث أي اعتداءات بهذا السلاح الأبيض، حسب تقارير الأمن السوداني، بناء على تقارير المستشفيات التي لم تسجل أية إصابات بالسكاكين. وبالتالي فإن ما يتحدث عنه المصريون من حدوث ما أسموه ب''المذابح''، لا يعدو أن يكون مجرد ''أضغاث أحلام''، من نسج خيالهم، سببه عدم تقبل الإقصاء من تصفيات المونديال. وبالمقابل، فإن تلك المناوشات التي حدثت بالخرطوم، ما هي إلا ردة فعل طبيعية للإهانة التي تعرض لها المنتخب الوطني وأنصاره بالقاهرة، بعد رشق حافلاتهم، والاعتداء عليهم أمام مرأى رجال الأمن هناك. وبقي أن نسأل، لماذا لا يلوم الإعلام المصري نفسه على ما حدث، بصفته أول من بدأ في إشعال فتيل هذه الفتنة، عبر التصريحات الاستفزازية التي كان يطلقها مذيعو الحصص التي كانت تبث على مختلف القنوات الفضائية، في الوقت الذي كان يجدر بهم التحلي بالتعقل. كما يتحمل اللاعبون المصريون أيضا تبعات هذه الأزمة، بعد أن صرح قائد المنتخب أحمد حسن قبل مباراة الإياب على قناة ''دريم'' قائلا: ''إني أدعو كل الشعب المصري إلى الضغط بكل الوسائل على المنتخب الجزائري عندما يزور القاهرة''. وفعلا استجابت الجماهير المصرية وضغطت بالحجارة، وما عسانا إلا أن نقول لهذا الإعلام ''يداك أوكتا وفوك نفخ''!