أضاءت الدبكة اللبنانية النجمة السابعة من مهرجان جميلة العربي، فكانت ليلة مميزة عن سابقتها بالصورة والصوت، لأن فارس الليلة كان فارسا بالاسم وبالأداء، فأمتع وأبدع وزرع بين أركان كويكل الأثرية بذرة الأصالة العربية في صورة ستبقى خالدة في تاريخ المهرجان، تماما كما خلدت تلك البنايات التي شيدها الرومان، وبقيت لتحتضن أسماء لامعة من عمالقة الفن العربي. نجم الليلة السابعة من أرجوان الشرق الأوسط وبلد الفن والإبداع لبنان، فارس كرم الاسم الذي أشع على الركح لأول مرة بسطيف والجزائر عامة، لكنه وبعد دقائق من اعتلائه الخشبة، كان يبدو وكأنه ابن المنطقة بتجاوبه الكبير مع معطيات ساحة المسرح الروماني وردة الفعل الايجابية التي تحلى بها، الجمهور الذي كان يتنفس بين نفحات الكلمات الصادرة من هذا الفنان صاحب الصوت المتميز ليتمكن على مدار ساعتين من تأدية 14 أغنية من أجمل ما أدى خلال مشواره الفني، الذي تعود بدايته للتسعينيات. وكانت مؤشرات نجاح ليلته تبعث ريحها منذ الوهلة الأولى، بالنظر إلى الانسياق الذي أذاب الأحاسيس، وامتزجت معها صدق الكلمات، فكانت البداية من عجين التعارف في دقائقه الأولى عندما يعترف بالحب لأول مرة، فكانت أغنية ''دخيل'' عبارة عن طرح ساحر بأسلوب يبدو في الوهلة الاولى مستهدفا بالإذلال. وواصل فارس سهرته بأغنية ''يأمرني'' التي أعادت الجمهور إلى سنوات مضت، ليتبعها برائعتي ''قلبي ناوي'' و''مولاة الشال الأحمر '' باعتبارها من الأغاني التي حققت له نجاحا منقطع النظير في سوق الأغاني العربية بالكامل وهي تركز على الجانب الوصفي أكثر منها على صور التبادل العاطفي. كما أدى الفنان جملة من الأغاني منها الأغنية التي أثارت ضجة كبيرة عربيا وهي ''ع العكاز'' التي تم تصويرها مع عارضة أزياء بطريقة فيها من الإيحاءات الجنسية ما جعلها تأخذ حصة الأسد من اهتمام وسائل الاعلام، ورفضت عدة تلفزيونات عرضها، وقامت الشركة الراعية روتانا بقص عدد من المقاطع غير اللائقة في الفيديو كليب، لكنها لم تجد أي حاجز لعرضها فوق مسرح جميلة لغياب العارضة فكانت ''ع العكاز'' بكلماتها الراقية من أنجح الأغاني التي تم عرضها بمهرجان جميلة وقبلها مهرجان قرطاج. و لم يبخل الفنان في تقديم أغنية ''الله وكيلك'' التي طلبها الجمهور. ولأن حياة الفنان فارس عبارة سفر إلى عدة بلدان، أراد أن يلخص هذه التجربة باغنية ''جاي ورايح'' التي تروي غراميات على مسافات متباعدة ومفاهيم مختلفة، وكذا أغنية ''حب جنون '' التي كان ينوي بداية أن تكون ديو مع فنان مصري لم يتم الكشف عن اسمه، وكانت تتخلل هذه الروائع أغاني أخرى من ألبوماته المرافقة لمشواره الفني ليختتم سهرته الفنية بأغنية ''تنورة'' التي لقيت تجاوب الحاضرين بالمهرجان بعد النجاح الكبير الذي حققته في عالم الفن اللبناني على وجه التحديد.