كنا قد أشرنا منذ عام تقريبا وفي هذا المنبر المحترم إلى فكرة فحواها أن '' المذياع '' الجزائري فقد بريق وسحر أيام زمان، وهاهو المديرالعام للإذاعة الوطنية عز الدين ميهوبي يكشف مؤكدا بأن 80 بالمئة من مذيعي مؤسساتنا الإعلامية مستواهم اللغوي هزيل، بالعربي الفصيح يشبه الطريق المهترئ الرابط بين براقي والأربعاء جنوب العاصمة! خذ مثلا لماذا تصرّ مقدمة نشرة أخبار ''البهجة'' على التفوّه بكلمات من هذا القبيل '' الترقان المحفرة '' . ''رحّلوا خمس عايلات بكمالها ''! فهل يشق على هذه ''المخلوقة '' استعمال لسان قومها الفصيح والسلس ''الطرق المهترئة '' و '' تمّ البارحة أو أمس ترحيل عشر عائلات '' ..ثم ما الذي يجعل البعض يلح بجرأة والبعض الآخر يطرح باحتشام فكرة اللغة الوسطى، يعني لغة لا هي بلسان الجاحظ ولا هي الكلام المنبثق من مدرجات الملاعب، مع أن العربية لغة طيّعة ومرنة ويسيرة النطق والاستيعاب لا تطرف فيها ولا ميوعة. عز الدين ميهوبي الذي تجرأ وأسقط أوراق التوت كاشفا عورات السواد الأعظم من مذيعيه، وهي نقطة تحسب له، وللأمانة فإنني وخلال تحاوري مع بعض الإعلاميين الرياضيين العرب الكبار عبر الشبكة العنكبوتية، تبيّن لي أن الرجل يحوز نصيبا من التوقير خاصة وأنه من خلال كتاباته الرياضية ( مقالات وأعمدة في جرائد رياضية خليجية ذائعة الصيت) بدّد إلى حد ما تلك الصورة القاتمة التي كان يحملها عنا الأشقاء في النصف الشرقي من وطننا العربي الفسيح من كون الإعلاميين الجزائريين لا يجيدون سوى النطح مثل زيدان والركل بالعقب مثل ماجر! وننتظر الآن من الأستاذ ميهوبي أن يتجاسر ويكشف لنا بل يزيح الستار كله إجابة عن بعض الأسئلة المقلقة من شاكلة كيف جيء بهؤلاء '' الناس '' ليتصدروا واجهات الإعلام عندنا، نقول هذا لأننا ما نراه هو توظيف الفتيات بواسطة القفز بالزانة على الطريقة الروسية '' إلينا إيزنباييفا '' ، كما سئمنا من تمرير بعض الفتيان بطريقة متسللة، والمعلوم أن التسلل يقود للمرمى لكن الهدف لا يحتسب، إلا إذا كان الحكم ...