أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية العربي ولد الخليفة أن الإعلام المسموع هو وحده الكفيل بترقية استعمال اللغة العربية الموحدة والجامعة ونشر اللغة الوسطى على أوسع نطاق. كما أفاد المتحدث ذاته خلال مداخلته أمس ضمن الجلسة الافتتاحية للملتقى العلمي الذي يناقش على مدار يومين دور القنوات الإذاعية في ترقية استعمال اللغة العربية وتهذيب أساليبها، المنظم من قبل المجلس الأعلى للغة العربية بالتنسيق مع الإذاعة الوطنية. بأن المجلس صمم منهجية علمية وعملية لخدمة اللغة العربية بعيدا عن الصراعات الإيديولوجية والتوظيف السياسي والمزايدات اللفظية التي تنشر العدمية. وأضاف المتحدث أن المجلس لا يعترف بفكرة لغة متقدمة أو متأخرة لذاتها لأن وصف التقدم والتخلف يلتسق بالناطقين بها. وفي ذات السياق أكد ولد خليفة أن الاعتزاز باللغة العربية والدفاع عنها ينبغي أن لا يقتصر على التذكير بأمجادها بل ينبغي على النخبة أن تنمي رصيدها في مجالات العلوم والفنون والآداب وأن تنقل إليها التراكم الكبير بالترجمة إليها قبل الترجمة منها. بالمناسبة نوه مدير الإذاعة الوطنية عز الدين ميهوبي بمبادرة المجلس إلى دراسة المستوى اللغوي لبرامج الإذاعة الوطنية، معتبرا المجلس أكثر الأجهزة إدراكا لأهمية تحسين استعمال العربية على مستوى الإذاعات لأنها أداة التربية اللغوية عند العامة ذلك أنها تعتبر الجهاز الأكثر عرضة للنقد من المختصين والرأي العام لأنها وسيلة ثقيلة من حيث الوظيفة خفيفة من حيث التلقي. من جهة أخرى أكد ميهوبي أن تراجع المستوى اللغوي للمذيعين الجزائريين إنما يرجع أساسا إلى انكماش المعجم العربي الذي أصبح عاجزا عن مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي. كما أعرب ميهوبي عن رفضه الشديد استعمال لغة الشارع ضمن البرامج الإذاعية، مشيرا إلى مساعي مؤسسته في رفع المستوى اللغوي للفريق الإعلامي الإذاعي بالعمل على توظيف مدققين لغويين في المستوى، خاصة فيما يتعلق ببرامج الأخبار البرامج الثقافية، كما اعتبر ذات المتحدث أن الدليل اللغوي الإعلامي للصحافيين الذي أعده المدقق اللغوي بالإذاعة ''عبد الرزاق بلغيث'' هو مبادرة متميزة من شانها دعم مستوى الأداء اللغوي الإعلامي للمذيعين. من جهته شجع وزير الإعلام والاتصال عبد الرشيد بوكرزازة اهتمام المجلس بدور الإذاعة في إيصال اللغة العربية للعامة، معتبرا أن الإذاعة مدرسة للذود عن اللغة العربية. وختاما للجلسة تم توزيع جوائز اللغة العربية التي تشرف على تنظيمها للمرة الرابع إدارة المجلس الأعلى للغة العربية والتي تهتم بالبحوث الجادة في المجلات التي لها علاقة بترقية اللغة العربية في مجال العلوم والفنون والآداب والترجمة، وقد عادت الجائزة الأولى في اختصاص علوم اللغة للباحثة فايزة طيبي احمد عن دراستها الوصفية التحليلية ''السلم المرونق في المنطق للاخضري''، فيما فاز ضيف جيلالي بالجائزة الثانية في ذات الاختصاص. جائزة أحسن بحث في علم الاقتصاد كانت من نصيب الباحث جمال بن دعاس عن بحثه ''السياسة النقدية في النظامين الإسلامي والوضعي''. كما تحصلت مايا سهام عياط على الجائزة التشجيعية عن بحثها ''التعبير عن الإدارة التكنولوجية في عقود التجارة الالكترونية''، فيما حجبت جائزة الترجمة وجائزة علوم الطب والرياضيات لأن البحوث المقدمة لم ترق إلى المستوى المطلوب حسب تقرير لجنة الدراسة والتقييم.