دائما كانت الإكسسوارات اللمسة التي تحرص أغلب النساء على اختيارها بدقة لتعزيز رصيد الأناقة وترجمة ذوقهن بلفة أنثوية خالصة، وأمام جمال الإكسسوارات الحديثة، استطاعت هذه الأخيرة أن تأسر قلوب النساء وتكسر سطوة الذهب الذي حافظ عليها لعقود طويلة. تختلف الأذواق وتتباين، خاصة في ميدان الإكسسوارات النسائية التي ورغم صغرها إلا أنها تضفي لمسة من التألق ورونقا قل نظيره. ولا تكاد ترى فتاة مستغنية عن هذا الجانب المميز من الأناقة، فقد شهدت السنوات الأخيرة توجها كبيرا من النساء نحو اقتناء تشكيلات مميزة من الإكسسوارات، كما شهدت مختلف شوارع العاصمة افتتاح العديد من محلات بيع الإكسسوارات، التي باتت بديلا اضطراريا للنساء، بعد ارتفاع أسعار الذهب، وعدم قدرة أغلبهن على شرائه، أما الإكسسوارات المصنوعة من مواد أخرى، كالأحجار والخرز والخشب والنحاس وغيرها، فقد شهد المعرض التقليدي الذي تحتضنه ساحة أودان بالعاصمة هذا إقبالا شديدا من طرف الفتيات والنساء، فما تحتويه طاولات الباعة الحرفيين من قطع وإكسسوارات في غاية الأناقة والجمال وهي تحف فنية بأتم معنى الكلمة، استطاع أصحابها لفت انتباه الفتيات، ودفع بأغلب الزائرات إلى شراء تشكيلات مختلفة. ولعل الزائر للمكان يكتشف درجة الإقبال على طاولات الإكسسوارات وتنوع معروضاتها، فالسلاسل المصنوعة من الخرز الأزرق والأصداف البحرية والنحاس الممزوج بالجلد تبقى الأكثر طلبا من قبل الفتيات، خاصة وأن الصيف فرصة لا تعوض للفتيات للتميز وإظهار الأناقة وهذا ما توفره الإكسسوارات. وأمام الرغبة المتزايدة للفتيات في اقتناء أحدث الموديلات برع المصممون في كسب ثقتهن، وركزوا على ما يرضي أكبر قدر من الفتيات ببضع موديلات تشبه ما يرتديه الفنانون العالميون أو أبطال ولاعبي كرة القدم المشهورين، وهو ما فتح المجال للتنافس بينهم، يقول عبد المالك، يركز صانعو هذه التحف من سلاسل وأساور وأقراط على ابتكار الجديد وتقليد ما يضعه كبار المشاهير، فذلك يؤدي إلى رواج السلعة وبيعها في أقصر مدة ممكنة، وأسعار تلك الإكسسوارات حسب المواد الأولية المصنوعة منها فهي تتراوح بين 100 دج و700 دج للقطع التي يدخل في صنعها النحاس والخرز وغيرها وهي أسعار تبقى في متناول الجميع والباحثات عن الأناقة لن تعيقهم المبالغ المدفوعة. أشكال غريبة تقتحم عالم الاكسسوارات يمكن للمرء أن يتصور أن عالم الاكسسوارات تدخل فيه مواد أولية مختلفة وقد تمزج فيما بينها، لكن ما لاحظناه خلال تجولنا بين الطاولات المختلفة هو وجود إكسسوارات غريبة يصر أصحابها أنها تلقى نسبة عالية من الرواج في وسط الشباب الباحث عن كل غريب، كالإكسسوارات التي تحمل رؤوس حيوانات أو وحوش مخيفة أو هياكل عظمية، وأشياء أخرى لاتقل غرابة عن سابقاتها. أما ما ميثير الخوف فعلا في هذه الاكسسوارات خاصة السلاسل، هو وضع عقارب وعناكب حقيقية داخل قطع زجاجية صغيرة تعلق في خيط تضعها الفتيات على رقابهن، وهي حشرات محجرة وهناك أشكال أخرى لا ندري ما مدلولها الحقيقي، لكنها تشبه إلى حد كبير رموزا دينية مسيحية كالصليب مثلا. بالاضافة إلى ذلك يكثر الإقبال على إكسسوارات الهواتف النقالة، التي وجدت الفتيات ضالتهن في اقتناء أجمل الأشكال والأغلفة التي تلائم هواتفهن إلى درجة أن الكثير منهن وقفن حائرات أمام روعة تلك الأشكال وجاذبيتها. وقد ظهر ذلك من خلال حديثنا معهن، تقول ''أميرة'' إن عالم الإكسسوار يأسرها لحد كبير لا يمكنها أن تمر من هنا دون أن تتوقف لشراء قطعة أو اثنتين، خاصة وأن هذا الفضاء قد فتح لنا المجال واسعا، ووفر علينا تعب التنقل من محل لآخر. وتضيف أكثر ما يشدني في الاكسسوارات هي الأساور والأقراط التي تجعلني أبدوا أكثر تميزا. أما صديقتها ''عبير'' فتؤكد أنه وأمام الارتفاع المذهل لأسعار الذهب والخوف من الاعتداءات والسرقة، أصبحنا نكتفي باقتناء الإكسسوارات التي أصبحت تلقى رواجا منقطع النظير من قبل الفتيات بمختلف أعمارهن، وحتى النساء، فعالم الاكسسوار أصبح بديلا مطلقا للذهب والجواهر المختلفة باهظة الثمن، فقليل من المال قد يمنحك الكثير من التميز. وفعلا فقد منح الإكسسوار للنساء الفرصة لدخول عالم الأناقة من بابه الواسع، وبلمسات فنية بسيطة وغاية في الإبداع.