بعدما فشلت مصر في الترويج لادعاءاتها وافتراءاتها في الخارج ضد الجزائر، وحينما اكتشفت أن من يملك القدرة على الاستماع إليها يجب أن يكون له صبر أيوب، لكونها لا تملك حججا لما تدعيه أو منطقا فيما تطالب به ، خاصة بعد ما تبين أن الملف الذي ادعى سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم بأنه يورط الجزائريين لدى '' الفيفا '' ليس فارغا فحسب بل'' يقتل ب: الضحك '' ، راحت وسائل الإعلام المصرية في رحلة بحث أكثر من شاقة ، عن أي جزائري تدعي على لسانه '' اعتذارا '' يرضي غرور المصريين . وتحول البحث عن الاعتذار الجزائري إلى مايشبه البحث عن إبرة في كومة '' التبن '' ، إذ بعد تزوير تصريحات وزير الخارجية الجزائري ، وبعد إعادة '' فبركة '' تصريحات كمال عبد الرزاق بارة مستشار الرئيس بوتفليقة بالشكل الذي يخدم أطروحات القاهرة ، لجأ زبانية علاء وجمال مبارك من الإعلاميين إلى '' تزوير '' اعتذارات وهمية على لسان لا عبي ''الخضر'' لإقناع الشارع المصري بأن حكومتهم نجحت في طي ذراع السلطة في الجزائر، وأجبرتها على الاعتراف ب''الوهم '' المصري . وظلت القاهرة من يومها تبحث عن اللعب على وتر تناقضات محتملة في تصريحات الرسميين الجزائريين، غير أن صوم الحكومة الجزائرية عن الكلام المباح، وسد آذانها عن تفاهات المصريين ، خصوصا بعدما دعا رئيس الجمهورية صراحة إلى الترفع عن شتائم المصريين ، مما زاد من خلط أوراق سيناريو آل مبارك وجعلهم يطلقون كذبة وراء الأخرى ويسارعون إلى تصديقها ، على غرار ترويج حكاية اعتذارنا للمصريين على أكثر من لسان . وسنسمع مع مرور الأيام عن أسماء جزائرية ، وما هي بجزائرية ، يقدمها الإعلام المصري على أنها '' باست '' الأيادي وطلبت الغفران وأعلنت '' الاعتذار '' وقالت '' شبيك لبيك '' للنظام الحاكم في مصر ، وهي حالة شبيهة بذلك الغريق الذي يتعلق بأي قشة ، حتى وهو يعلم أنها ليست طوق النجاة . لكن إذا كانت القاهرة تتظاهر بعمى الألوان، فنحن هنا لنقول لها قول اليقين بأن 35 مليون جزائري يوجدون اليوم على قلب واحد ، وهم بالأمس مثل اليوم يرددون نفس الموقف '' علي موت واقف '' ولمن يشك في ذلك نؤكد أن الجزائر ستعتذر'' كي ينور الملح '' كما جاء في المثل الشعبي.