على غرار هيئات ثقافية كثيرة في الجزائر عاش اتحاد الكتاب الجزائريين على مدار السنة على وقع أزمة عنيفة تخطت درجة الأزمات التنظيمية العادية إلى حالة من الصراعات اللامسؤولة، قادها عدد من الاسماء الرائدة في فضاء الثقافة الجزائرية . صراع أتى على ما تبقى من شرعية اتحاد الكتاب الجزائريين كهيئة فكرية، بعد ان تحول تشتت أعضاؤه وانقسموا إلى أحزاب بفعل قوة التصدع التي خلخلت أركانه، وأحدثت عطبا في آلية التفكير لدى ممثليها الذين عجزوا عن احتواء الأزمة مما أدى إلى عدم التحكم في زمام الأمور وتعميق الهوة بين جماعة يوسف شقرة المتمسكة بتقاليد الإتحاد بقبضة من حديد ونظيرتها التي يتزعمها كل من جيلالي نجاري و بوزيد حرزالله الذين أعلنوا تمردهم ضده. وهذا إثر مسألة تجديد الثقة في الرئيس السابق للاتحاد، وما زاد الطينة بلة مسألة إعادة تجديد الثقة في يوسف شقرة الرئيس السابق الذي أعيد انتخابه مجددا على رأس الاتحاد بالإجماع، إثر الانتخابات التي أجرها أعضاء الاتحاد خلال المؤتمر التاسع العادي الذي انعقد شهر نوفمبر الفارط بمقر الاتحاد بديدوش مراد بالعاصمة، والذي أسفر عن غضب جماعة حرز الله، وتوعدهم برفع طعن بعدم شرعية الانتخابات إلى أعلى هيئة في الجزائر والعالم العربي. و بالمقابل تعهد يوسف شقرة باعادة الاتحاد إلى قوته الكبيرة التي ستشمل كل القوى الفكرية الفاعلة في الحقل الأدبي دون إقصاء، وأنه سيعمل على تخليص هذه الهيئة الفكرية من فكرة المركزية، و ذلك بفتح المجال لكل من يحمل هم الحرف والكلمة وعبر عن أوجاع الوطن والإنسانية قاطبة، ويبقى السؤال المطروح ما دامت جماعة يوسف شقرة تتمسك بهذه الهيئة العجوز وهي ذات الجماعة التي كانت على رأسها قبل أن تصل الى ما وصلت إليه ما عساها تقدم اليوم واتحاد الكتاب تحول إلى مانعرف وتعرفون.