أعرب عبد العزيز بلخادم أمين سر حزب جبهة التحرير الوطني عن أنه كان يتمنى أن لا تصل الأمور بين الجزائر ومصر إلى هذه الدرجة من العداء والفتنة، مشددا أنها كانت مباراة 90 دقيقة فيها رابح وخاسر، لكنها انحرفت عن مسارها بسب أقلام دفعت لإهانة الوطن والشهداء والشعب، مشددا أن الجزائر لن تقبل بذلك، مذكرا بأن ''السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم''. من جانب آخر شدد الرجل على دفاع حزبه على مبدأ العدالة الاجتماعية مع التمسك بخيار اقتصاد السوق، كما لم ينس الرجل إبداء دعم ''الجبهة'' لقضية الصحراء الغربية وتضامنها مع المناضلة الصحراوية أميناتو حيدار. وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قد عقد أمس الأول الخميس مؤتمرا صحفيا بتعاضدية عمال مواد البناء بزرالدة، بعد نهاية كل من دورتي الهيئة التنفيذية والمجلس الوطني التي انطلقت منذ ال 20 من الشهر الجاري. وكانت ''الحوار'' قد سألت بلخادم حول التداعيات الأخيرة التي أفرزتها المباراة التي تأهل بموجبها الفريق الوطني لنهائيات كأس العالم، حيث أكد بالقول ''لقد كانت مباراة كرة قدم ب 90 دقيقة وكان يجب أن يكون ثمة فائز وخاسر دون تعادل، وكنا نتمنى أن لا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه''، موضحا أن ذلك كان بسبب عديد الأقلام والقنوات التي أسهمت في إشعال نار الفتنة، مشددا أنها لم ولن تعبر عن رأي الشعب المصري، حيث استشهد بلخادم بمواقف الكاتب الصحفي حمدي قنديل والسفير المصري السابق في الجزائر إبراهيم يسري والكاتب الصحفي فهمي هويدي. وزاد أمين سر الآفلان بالقول ''كنت أتمناها مباراة كرة قدم، لكنها أخذت أبعادا أخرى وصلت حد مس رموز الوطن والشهداء، وأكد أنه فخور بالدراسة في الجزائر وأنه لم يتلقى العربية من أحد غير الجزائريين، مشددا أنه على من يريد التفاخر بالتميز في أن يثبت ذلك على الأرض، ليضيف في الأخير بأن ''علاقات البلدين الضاربة في التاريخ لن تتأثر وأن الشجرة لن تغطي الغابة مهما فعلوا''. من جانب آخر وفي رده عن سؤال آخر ل ''الحوار'' حول إمكانية عودة الاهتمام بايجابيات حقبة التسيير الاشتراكي، وتخصيص هامش لها في قرارات المؤتمر التاسع القادم لاسيما مع انهيار الاقتصاد الرأسمالي العالمي جراء الأزمة الأخيرة التي ضربت الأسواق المالية، قال بلخادم إن حزبه لم يتبن على مر الزمن الاشتراكية كإيديولوجية، لكنه استخدمها كنمط تسيير اقتصادي لتحقيق التوزيع العادل للدخل، وتحقيق العدالة الاجتماعية وحماية مقدرات الشعب، مؤكدا أن هذه المسائل سيبقى الآفلان وفيا لها على الدوام، لكنه أكد بالمقابل أن جبهة التحرير لن تتنكر أبدا للقطاع الخاص الذي يسهم في خلق الثروة الوطنية، ويضمن حماية الاقتصاد الوطني. وقال إن العالم ما يزال لحد الساعة لم يحدد نظرية ثابتة لأنجع التوجهات، مشيرا أن ثمة الكثير من المدارس التي تتكلم عن الاقتصاد المطلق والاقتصاد الاجتماعي وغيرها. وفي سياق مغاير سألته ''الحوار'' عن آخر تطورات العلاقات الجزائرية-المغربية في ظل الاتهامات الأخيرة للقصر العلوي الذي اتهم الجزائر بالوقوف وراء قضية المناضلة الصحراوية والحقوقية أميناتو حيدار، رد بصريح العبارة ''إننا نحييها ونكبر فيها هذا الصبر حيث ضحت، وأمانينا أن يصغي الجميع لصوت العقل لهذه المأساة''، داعيا الأممالمتحدة لتفعيل الشرعية الدولية والعمل من أجل إقامة استفتاء عادل ونزيه يكفل حرية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. إلى ذلك وفي رد له حول التاريخ المحدد لعقد المؤتمر التاسع المزمع عقده مطلع السنة المقبلة، أكد بلخادم أن السبب من وراء عدم عقد المؤتمر التاسع للحزب في تاريخه المحدد آنفا (1 فيفري) يعود إلى كون الحزب ''غير جاهز لذلك في الوقت الحالي''. وقال في هذا الصدد ''كان من المفروض أن يعقد المؤتمر في الفاتح من فيفري 2010 تفاديا لإشكالية الفراغ القانوني إلا أن ذلك كان يتطلب أن نكون جاهزين وهو الأمر الذي لم يكن ممكنا من الناحية التنظيمية''. وأوضح الأمين العام للهيئة التنفيذية بأن الحزب رغم هذا «قد حدد سقفا زمنيا لعقد المؤتمر التاسع لا يتجاوز تاريخ 31 مارس القادم''. وبخصوص الانتخابات الخاصة بالتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة جدد بلخادم تأكيده بأن حزبه ''سيحصل على أغلبية المقاعد إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد المنتخبين'' قائلا بأنه ''من المفروض أن نحصل على الأغلبية بكل راحة''. غير أنه أشار إلى أن الخوف ''لا يأتي من قوة الأحزاب الأخرى أو التحالفات التي دخلت فيها بل في أن نضعف أنفسنا من خلال تشتت أصواتنا في عدد الترشيحات''. كما رد نفس المسؤول على سؤال يتعلق بمشاركة المرأة في الحزب حيث أعرب عن أمله في أن يكون لانخراط المرأة مستقبلا ''واسعا''، وأن تتبوأ مكانتها الحقيقية للمشاركة في القرار السياسي وهو المسعى الذي لن يتأتى-- حسبه -- إلا من خلال انتمائها للأحزاب ودخولها المعترك السياسي. واعتبر بالمقابل بأن العمل بنظام ''المحاصصة'' ينقص من قدر المرأة من وجهة نظره لأن تقييم النساء والرجال على حد سواء ''لا يكون إلا من خلال ما يكتسبونه من مؤهلات. من جانب آخر طالب بلخادم فرنسا مجددا بالاعتذار عن جرائمها الاستعمارية في الجزائر حيث وصف هذا الاعتذار ب ''الضروري''. وأوضح في هذا السياق بأن مطالبة حزبه باعتذار فرنسا عن جرائمها لا يدخل في سياق الانتقام، بل من باب الاعتراف بما اقترف في حق الشعب الجزائري منذ سنة .1830 وذكر الأمين العام بأن قضية تجريم الاستعمار ''ينبغي أن تقنن'' لأن هذا الأخير غير قابل إطلاقا للتمجيد مؤكدا بأننا ''نشجع كل إجراء يعمل في هذا الاتجاه''.