كشف عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، أن وثائق المؤتمر التاسع للحزب أرسلت إلى الرئيس الشرفي للحزب عبد العزيز بوتفليقة، وقال خلال الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس عقب اختتام الدورة العادية للمجلس الوطني بزرالدة ''أنا كأمين عام راسلت رئيس الحزب وبعثت له بوثائق المؤتمر التاسع وفق الإجراءات النظامية للحزب''. وفي الشأن التنظيمي دائما، قلّل الأمين العام للأفلان من وجود خلافات داخلية بين قياديي الحزب، وقال إن هناك جهات خارجية حاولت استثمارها والدعاية لها. وخص بالذكر النقاش الداخل حاليا بخصوص تقرير لجنة رسالة أول نوفمبر التي يرأسها السيناتور عبد الرزاق بوحارة، قائلا ''لا تظنوا أن كل من يوحي لكم أن وزن هذا النقاش داخل هيئات الحزب مثل وزنه في بعض الصحف والعناوين الإعلامية''، نافيا وجود أي تخوفات لديهم من أي نقاش فكري يدور داخل بيت الحزب العتيد، وحول موعد المؤتمر التاسع للحزب أكد عبد العزيز بلخادم أنه سيكون قبل 31 مارس المقبل. الجدير بالذكر أن ''البلاد'' سبق وأن أشارت إلى أن 19 مارس المقبل سيكون الموعد الرسمي لانعقاد المؤتمر التاسع للحزب، وهو التاريخ الذي تحفظ بلخادم عن البت فيه أمام وسائل الإعلام مؤكدا أن المؤتمر التاسع يتميز بكونه لا يجري تحت أي ضغوط تتعلق بالوقت أو الانتخابات. وبشأن مشاريع نصوص ووثائق اللجان التحضيرية، قال المتحدث ''لقد تم الاتفاق على حذف كل الأحكام القيمية من المشاريع قبل نزولها للقواعد لأنه لا وصاية على المناضلين''. وفضل الأمين العام للحزب العتيد عدم الانسياق وراء التعليقات التي رافقت الاتفاق المبرم مؤخرا بين حزبي الأرندي والعمال للتحالف في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، وقال بلخادم ''لا أحب التعليق ولكن مضطر للتعليق أن حزبا سياسيا شاخ قبل أن يستوي على سوقه وحزب ولد وخطه الشيب''، مضيفا ''نقول مبروك لمن تحالفوا''، فيما أشار المتحدث إلى أن التحالفات لا تخيف بتاتا حزبه باعتبار أن ''الخوف الحقيقي لدينا لا يتأتى من قوة الآخرين بل من تشتت أصواتنا''. الجزائر لن تتنازل عن حقها في معاقبة المصريين ''المسيئين'' في سياق آخر، شدد بلخادم على أن الأحداث التي أعقبت مقابلة الجزائر بمصر لم تصل إلى حد وصفها بالأزمة التي تعكر صفو العلاقات بين الدولتين، لكنه أشار بالمقابل إلى وجود شوائب طالت هذه العلاقات، قائلا ''كنا نتمنى ألا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه باعتبار أن جوهر المسألة يتعلق بمباراة كرة قدم فيها رابح وخاسر''، محملا سبب ما آلت إليه الأوضاع عقب المباراة إلى من أجج نار الفتنة بين الشعبين ''العيب في من أشعل هذه الفتنة''، مضيفا ''نتمنى أن تكون هذه الأقلام والأصوات هي القلة التي لا تعبر بالضرورة عن الشعب المصري''. وبالرغم من كلامه ذاك، فقد أكد بلخادم على أن العلاقة بين الشعبين الجزائري والمصري تبقى وثيقة رغم كل الذي جرى، فيما وقف المتحدث عند التحامل الإعلامي المصري بالقول ''إن المباراة للأسف أخذت أبعادا أخرى بعد أن وصل الأمر إلى حد المساس بالرموز والتاريخ والشهداء''، موجها لومه خصوصا إلى الأصوات التي أخذت تفاخر بالدعم المحدود المقدم للثورة الجزائرية أيام حكم عبد الناصر، قائلا ''يدعون أنهم علمونا اللغة العربية، هذا ليس من الأخلاق..''. قبل أن يعلق على ذلك بلغة تهكمية حين قال ''الحمد لله فيما يخصني أنا شخصيا على الأقل، لم أتعلم العربية من عند المصريين''. في السياق ذاته، لم يغفل وزير الدولة الإشادة بالأسماء والوجوه المصرية المنصفة التي تصدت للتحامل الإعلامي على الشعب الجزائري، وذكر بالاسم السفير المصري السابق بالجزائر إبراهيم يسري الذي قال عنه إنه ''كان مغوارا'' وكذا الإعلامي المشهور حمدي قنديل إلى جانب المفكر فهمي هويدي. مؤكدا بهذا الشأن ''الذين أساؤوا لهم القصاص العين بالعين والسن بالسن والذين أنصفوا الله يجيزهم بالخير''.