غزة اليوم محاصرة، غزة اليوم تتألم، موجوعة وجائعة، وأطفالها يتامى، غزة اليوم تحت الركام، رغم مرور عام كامل عن العدوان الصهيوني عليها..، عام كامل عن مرور الاعتداء الجبان والشرس على غزة، لا تزال إسرائيل متغطرسة، متوحشة، قبيحة، بل زادت قبحا في أعين العالم بأكمله، وهي تعترف بما اقترفته من مجازر وحشية في حق المدنيين من المسلمين...، دون أن تعاقب... عام كامل يمر، لازلنا نرى غزة تتوجع ولا نقدر على مد يد المساعدة لها، ولا زلنا نرى إسرائيل تفترس الضحايا الواحد منهم تلو الآخر، وتتطاول على بيت المقدس الشريف، لكننا لا نقدر على تحريك ساكن لصدها ... إسرائيل وفي الذكرى الأولى لعدوانها السافل على قطاع غزة، الذي راح ضحيته 1400 شهيد على الأقل، مع إصابة الملايين بإعاقات دائمة، وتيتيم وتشريد الآلاف، لا تزال قبيحة المنظر، بتداعيات ملف سرقة أعضاء الموتى من الشهداء،... كل هذا دون أن تلقى من يردعها... الأسوأ في كل ما حدث وما سيحدث، ليس ما تقوم به إسرائيل من تقتيل وتجويع وتشريد وتنكيل بجثث الشهداء فحسب، فهي عودتنا على هذا، ولسنا ننتظر منها أن ترأف بحالنا، وبحال إخواننا من المسلمين، الأسوأ أننا غير قادرين ليس فقط على تحريك اليد بل حتى الكلمة، وقد قيد مجلس النواب الأمريكي بالأمس فقط حريتنا وقطع ألسنتنا، بعدما صادق بالأغلبية الساحقة على مشروع قرار يقيد حرية الإعلام العربي في التعبير عما يريد إذا رأت واشنطن ومن خلفها إسرائيل أن تلك القنوات الفضائية تبث محتوى يتعارض مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وهي اليوم تتوعد بوضع قائمة بأسماء ''الفضائيات الإرهابية'' وهي الخطوة المحورية التي ستقيد حرية الرأي والتعبير والاعتقاد لا محال ودون رجعة...، واشنطن بذلك تضرب عرض الحائط بكل القيم والمبادئ التي لا طالما تغنت بها.... كل هذا، في الوقت الذي تبث فيه أمريكا وإسرائيل ما يحلو لها، لترويع وتخويف العرب، وهي تستخدم في ذلك الفضاء الإعلامي للإطاحة بمن تسميهم ''الإرهابيين''.... خرجة واشنطن جاءت اليوم في خضم محاولة أطلق عليها الرئيس الأمريكي الجديد ''صفحة جديدة وجيدة مع العالم الإسلامي'' بعدما تدهورت العلاقات بين الجانبيين في عهدة الرئيس السابق، لكنها اليوم لا تختلف كثيرا عن ذلك، في الوقت الذي كنا نظن فيه أن حسين أوباما كان سيغير شيئا بعد ذهاب بوش... والواضح من وراء هذه الخرجة الجديدة للكونغرس الأمريكي، أنه حتى وإن فقدت أمريكا مصداقيتها، الأمر الذي لم يعد يهمها كثيرا، إلا أنها لن ترضى بغير فرض المزيد والمزيد من القيود على شعوب العالم العربي والإسلامي، وبالأخص شعب غزة الجريح لإرضاء ''القبيحة إسرائيل''.