كشف أول أمس مسؤولون أمريكيون عن اتخاذ واشنطن تدابير أمنية جديدة في حق المسافرين القادمين على رحلات جوية من الجزائر و13 دولة أخرى، معظمها من شمال إفريقيا والمشرق العربي، وهي التدابير التي أعلنت عدة دول أوروبية تطبيقها أيضا في مطاراتها. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن مسؤولين أمريكيين قد أعلنوا عن تشديد الإجراءات الأمنية على جميع الرحلات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة، وكشفوا عن لائحة من 14 بلدا سيخضع رعاياها لتفتيش دقيق إلزامي، مضيفة أن هذه الإجراءات تأتي غداة محاولة تفجير طائرة نورثويست الأميركية التي كانت متوجهة من امستردام إلى ديترويت يوم الميلاد، ما أجبر عددا كبيرا من الدول على تشديد الإجراءات الأمنية في مطاراتها. وأوضحت إدارة سلامة النقل الأمريكية في بيان لها أن جميع المسافرين الوافدين إلى الولاياتالمتحدة معرضين لاختيارهم عشوائيا أو ''بحسب التهديد'' للتفتيش، وأن ''أي فرد وافد إلى الولاياتالمتحدة من أي جنسية كان، انطلاقا من، أو عبر دول تعتبر راعية للإرهاب أو دول أخرى على علاقة به، سيخضع لتفتيش دقيق. وقد دخل هذا الإجراء حيز التطبيق بدء ا من يوم أمس، وهو يسري على الدول الأربعة التي تضعها الخارجية الأميركية حاليا على لائحة الدول الداعمة للإرهاب وهي كوبا وإيران والسودان وسوريا، إضافة إلى دول أخرى وهي نيجيريا وباكستان واليمن وأفغانستان وليبيا والصومال، على حد ما ذكره مسؤولون أمريكيون الذين امتنعوا عن ذكر الدول الأربعة الأخرى، غير أن وسائل الإعلام الأمريكية قالت أن الأمر يتعلق بكل من الجزائر ولبنان والمملكة العربية السعودية والعراق. وفي هذا السياق، شرعت واشنطن في فرض قواعد أشد صرامة تتعلق بالكاشفات التي تمسح الجسم الإنساني وذلك على الركاب القادمين عن طريق الجو من الدول التي تعتبرها واشنطن ذات صلة بالإرهاب، كما أن الركاب القادمين من نيجيريا وباكستان وسوريا وإيران والسودان واليمن وكوبا ستتعرض الأجزاء السفلى من أجسامهم للتفتيش بعصي التفتيش الاليكترونية، وفحص الأمتعة التي يحملونها. وتوصي الإجراءات الجديدة المتخذة بإخضاع الرعايا القادمين من هذه الدول إلى التفتيش اليدوي والمرور عبر أجهزة المسح الضوئي ''سكانر''، خاصة وأن النيجيري عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة نورثويست باستخدام مسحوق متفجر، خيط داخل سرواله الداخلي، ولم ترصدها أجهزة رصد المعادن التقليدية. ولم تنفجر الشحنة كما ينبغي بل أشعلت حريقا على متن الطائرة أخمده الركاب. وسارعت الدول الأوروبية إلى إعلان تأييدها للقرار الأمريكي ، حيث قررت اتخاذها لتدابير مشابهة لما قامت به إدارة أوباما، حيث أعلن مسؤولون هولنديون أنهم سيعتمدون أجهزة السكانر لكامل الجسم في غضون ثلاثة أسابيع، أما رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون فقد أكد أن مطارات بريطانيا ستلجأ إلى تلك الأجهزة تدريجيا. ومن جهتها، أعلنت سويسرا عن شروعها في تطبيق هذه الإجراءات بدءا من نهار اليوم، حيث قال المتحدث باسم إدارة النقل السويسرية جان كلود دانزال ''التعليمات التي تلقيناها من السلطات الأمريكية تتحرك في هذا الاتجاه''، مضيفا إنه لا يستطيع قول أكثر من ذلك، إلا أن التدابير المتخذة تصب في هذا الاتجاه . ويبدو أن القرار الأمريكي ليس بالأمر الجديد بل هو تأكيد فقط لوثيقة تابعة لإدارة الأمن سربت ديسمبر الماضي عن طريق الخطأ، والتي أوضحت أن المسافرين القادمين من كوبا وإيران وسوريا وأفغانستان والجزائر والعراق ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن وكوريا الشمالية يتعرضون لمزيد من الفحوصات بشكل آلي في المطارات الأمريكية.