بعد أن لبت الحكومة الإيطالية النداءات التي وجهتها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب البوليساريو، لتقديم مساعدات إنسانية فاقت 1 مليون أورو، عاد المتطوعون الإيطاليون من المجتمع المدني إلى مدينة جنوه الإيطالية بعدما قدموا مساعدات كبيرة للشعب الصحراوي، الذي دق حوله ناقوس الخطر في مخيمات اللاجئين، جراء نقص الأغذية والمواد الطبية التي تقلصت بسبب ما أسماه البعض بفرض أجندة سياسية على مقربة من الجولة الخامسة للمفاوضات الصحراوية- المغربية والتي ترعاها الأممالمتحدة مباشرة. وتلقت '' الحوار '' أمس بيانا من المنظمة الإيطالية غير الحكومية والمعروفة باسم ''جمعية جنوة للموسيقى والسلام'' ، حيث كشفت عن نجاح المبادرة التي أقيمت في الشهر المنصرم، مثنية على مجهودات الصحافة الجزائرية في إيصال معاناة الشعب الصحراوي إلى كل العالم، في الوقت الذي تخاذل البعض وحول أنظاره على ما يحدث في فلسطينالمحتلة والأراضي الصحراوية. وقال البيان إن جمعية السلام والموسيقى والتي تتخذ من مدينة جنوة الإيطالية مقرا لها قد قامت بالعديد من الفعاليات في المدن الإيطالية لتحسيس المواطن الإيطالي والذي انضم للمبادرة ومساعدة شعب الصحراء الغربية الذي يعاني منذ أزيد من 33 سنة في ظروف جد قاسية يميزها الحرارة الشديدة في الصيف والبرد في فصل الشتاء في ظل انعدام كافة المرافق الصحية. وطالبت الجمعية بأكثر تدخل للحكومات ومنظمات المجتمع المدني، لاسيما مع التعتيم الإعلامي الذي يفرض في الوسط الإعلامي العالمي. وإلى ذلك انصبت ضمن البيان شروحات أخرى، حول عمليات التخزين والتعبئة والشحن التي قامت بها الجمعية، حيث سهر أربعة متطوعين على العملية، التي جرى فيها تحويل 06 حاويات كبرى تحمل أكثر من 50 ألف طن من المواد الغذائية، و03 حافلات، وسيارة واحدة. كما كشف ذات البيان على أن مؤسسات إيطالية مختصة في مجال الإعلام المرئي قد عبرت على مساندتها لمشروع إقامة شبكة تلفزيونية جديدة للصحراويين. وأعلن البيان أيضا عن سلسلة طويلة ستمتد إلى قرابة السنة لتكوين مربين وزيارات لفصول الدراسة للطلبة والأساتذة في مخيمات اللاجئين من أجل الرفع من المستوى الدراسي والتكفل بمجمل احتياجات الأطفال المحرومين هناك، بالإضافة لبرنامج لتهيئة المؤسسات التربوية الجاري التدريس بها. مشاريع أخرى قامت الجمعية بدعمها وهي المختصة بالتنقيب وتصفية المياه الصالحة للشرب، حيث جرى تقديم الآلات للحفر وأخرى لتصفية المياه. كما تضمن ذات البرنامج تخصيص إعانات مالية للأسر الشهداء الصحراويين والذين تعدوا 3500 أسرة و1200 آخرين بحسب مخيمات اللاجئين المتواجدة بتندوف. جدير ذكره أن هذه المبادرة تأتي بعد أن أعلنت سفارة إيطاليا بالجزائر في بيان لها قبل أيام من أن الحكومة الإيطالية قررت تخصيص مبلغ مليون أورو بهدف تجسيد برنامج مساعدة لاجئي الصحراء الغربية. و أشار ذات المصدر إلى أن هذه المساهمة تأتي استجابة للنداء الذي وجهه البرنامج الغذائي العالمي في شهر جوان الفارط للدول المانحة.وأضاف البيان أنه سيتم تخصيص 700000 أورو لشراء وتوزيع المساعدات الغذائية فيما ستخصص ال300000 أورو المتبقية للتدخلات الرامية إلى تعزيز قدرات تسيير توزيع الأغذية.