انطلقت أمس من الجزائر العاصمة قافلة للمساعدات الإنسانية باتجاه مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف رعتها الجمعية الخيرية للنوتا الموسيقية الإيطالية من اجل السلام.وتبلغ كمية المؤون التي جمعتها الجمعية الخيرية الايطالية 50 طنا من المواد الغذائية و250 وحدة من الأفرشة و60 ثلاجة ومطبخا و20 جهاز اعلام آلي إضافة إلى تجهيزات طبية وكراس متحركة وأدوية ومحطة صغيرة لتحلية المياه وثلاث حافلات للنقل. وكانت المناسبة فرصة للسفير الصحراوي إبراهيم غالي رفقة رئيس الجمعية الخيرية الايطالية ستيفانو روبورا لإثارة الوضعية المأساوية التي يعيشها اللاجئون الصحراويون في المخيمات بعد أن شحت المساعدات الإنسانية خلال السنتين الأخيرتين بسبب توقف عدد من الدول المانحة من تقديم مساعداتها على خلفية الحملة الدعائية التي أطلقها المغرب بكون أن هذه المساعدات تذهب إلى جهات أخرى غير اللاجئين الصحراويين. وفي هذا السياق قال إبراهيم غالي أن الشعب الصحراوي يتعرض لسياسية تجويع ممنهجة في إطار حملة للضغط عليه قصد التأثير على صموده وكفاحه من اجل نيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وبالتالي إرغامه على قبول سياسة الامر الواقع والرضوخ لمخطط الحكم الذاتي الذي تصر الرباط على الزعم بأنه يبقى الحل الوحيد للنزاع في الصحراء الغربية بالرغم من أن كل اللوائح الأممية والشرعية الدولية تقر حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ووجه المسؤول الصحراوي رسالة شكر وتقدير إلى فعاليات المجتمع الايطالي خاصة والأوروبي عامة المتضامنة مع القضية الصحراوية وقال أن هذه المبادرة تندرج ضمن المبادرات التي ما فتئت الجمعية الايطالية وعديد الجمعيات الأوروبية تقدمها لفائدة اللاجئين الصحراويين الذين يعيشون في ظل ظروف إنسانية كارثية. كما وجه السفير الصحراوي رسالة شكر وتقدير إلى الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا على موقفها الثابت والنبيل إزاء القضية الصحراوية والداعم للشرعية الدولية وكل القرارات الأممية التي نصت كلها على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عن طريق تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. من جهته اعتبر رئيس الجمعية الايطالية ستيفانو روبورا أنه حان الوقت لأن يتحرك المجتمع الدولي من اجل إنهاء الصراع في الصحراء الغربية والذي دخل عقده الرابع من خلال تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره. وقال انه حتى وإن كان هذا الشعب يعاني من شح المساعدات الإنسانية ويعيش في الشتات والملاجئ بعد أن اغتصبت أرضه عنوة إلا أنه غني بالعزيمة والإرادة القوية التي يمتلكها والتي تساعده على الصمود والمضي قدما في كفاحه من أجل نيل حقوقه المشروعة. وأوضح رئيس الجمعية الايطالية مخطط عمل الجمعية الذي يعتمد أساسا على الاتصال المباشر مع المواطنين الايطاليين لا سيما في المؤسسات التعليمية والتربوية باعتبار أن أطفال اليوم هم رجال المستقبل ومهم تعبئتهم وتحسيسهم بمدى عدالة القضية الصحراوية منذ الصغر. وقال إن الجمعية تمكنت من جمع هذه المساعدات بعدما أطلقت حملة تضامنية مع الشعب الصحراوي مست أزيد من 200 مدرسة تضم حوالي 27500 طالب من سن السادسة إلى سن الثامنة عشر في منطقة غريغوريا الواقعة في شمال ايطاليا. وأضاف أن الجمعية فضلت الاتصال بالطلبة للتعريف بالقضية الصحراوية ووضعهم أمام الصورة الحقيقية التي يعيشها اللاجئون الصحراويون في المخيمات. واعتبر ستيفانو روبورا أنه من المهم جدا مقاسمة الصحراويين معاناتهم اليومية في بيئة صحراوية معروفة بصعوبة الحياة فيها لنقل الصورة عن حقيقتها للرأي العام العالمي. للإشارة فإن هذه القافلة تعتبر الثانية من نوعها التي تشرف عليها هذه الجمعية الايطالية التي سبق وأن قامت بعمل مماثل العام الماضي حيث قدمت مساعدات إنسانية لفائدة اللاجئين الصحراويين ضمن نشاطها التضامني الذي مس مناطق توتر أخرى من العالم ابتداء من البوسنة وكوسوفو عامي 1994 و1999 على التوالي ثم أفغانستان عام 2002 والعراق عام 2003 إضافة إلى فلسطين وسيريلانكا والسودان ووصولا إلى الشعب الصحراوي. كما تأتي في وقت كان فيه الهلال الأحمر الصحراوي قد دق ناقوس الخطر مجددا جراء نفاد المخزون الاحتياطي من المواد الغذائية وأصبح حوالي 190 ألف لاجئ يعيشون على وقع كارثة إنسانية خطيرة إذا استمر الوضع على حاله ولم يتدخل المجتمع الدولي لإنقاذ أطفال ونساء وشيوخ من مجاعة حقيقة.