تغلبت عائشة بن شلابي بإرادتها القوية وعزيمتها على كل الصعوبات التي واجهتها طوال العشرية السوداء، وناضلت من أجل افتكاك مكان بين القلة القليلة من الفتيات المتربصات في مركز التكوين المهني في مجل التفصيل والخياطة، واجتازت طريقا طويلا محفوفا بالمعوقات إلى أن تحصلت على شهادتها بتفوق وأنشأت جمعية خاصة بتعليم الفتيات فنون الخياطة بأسعار جد رمزية ودون شروط ولا حتى مسابقات، حتى لا تكون الراغبات في تعلم مهنة تعتمدن عليها في المستقبل معرضات للوقع في نفس العقبات التي واجهتها هي في يوم من الأيام. تميزت عائشة من بين زميلاتها في الدفعة الأولى من متربصات patroniere graveuse خلال السنة التكوينية 1991 - ,1992 حيث اجتهدت هذه الشابة حينها في مجال الخياطة وأبدعت في تطبيق كل ما تتلقاه من دروس على مستوى المركز بإدخالها لمستها الجمالية والإبداعية الخاصة، جعل مدير المركز شخصيا يشيد بها ويفتخر بكونها واحدة من المتربصات بمؤسسته، سيما وأنها تنتمي إلى قسم أو تخصص أدخل لسنته الأولى على مستواها ونجاح وتفوق هذه الشابة يعكس نجاح التجربة. تعشق الخياطة منذ سن ال 12 أبدت عائشة بن شلابي منذ طفولتها وسن جد مبكرة من مرحلة المرهقة ميلا وحبا للخياطة والطرز والكروشي والشبيكة، حيث كانت تكرس أوقات فراغها إنجاز بعض القطع التي تفتخر بها، واستمرت على تلك الحال وكلما مرت السنين زادت خبرتها وزاد شغفها إلى وصلت مرحلة اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، أين دفعها تخوفها من النتائج إلى التكون على مستوى المركز علها تضمن مستقبلها من خلال الحصول على شهادة مهنية إذا ما فشلت في افتكاك شهادة علمية، وهو ما حدث فعلا وكانت تقديراتها صحيحة. لأسباب خارجة عن نطاق سيطرتها لم تتمكن من اجتياز اختبارين من شهادة البكالوريا ففشلت في الحصول على الشهادة، إلا أن النتيجة لم تخيب أملها في احتلال مكانة هامة في المجتمع من خلال ولوج عالم الشغل وإثبات ذاتها، حيث قررت تأسيس جمعيتها الخاصة وهي لا زالت شابة، فكانت سنة 1993 ولادة جمعية ترقية الفتاة التي كانت حينها الجمعية ال 9 على المستوى الوطني من نوعها. حتى لا تتكرر مأساتها ...الالتحاق دون اختيار نظرا للعقبات التي كانت تواجه العديد منى الفتيات الراغبات في التربص على مستوى مركز التكوين المهني، وأولاها المستوى الدراسي أين كان يشترط مستوى الثالثة من التعليم الثانوي وكذا النجاح في اجتياز الاختبار الانتقائي للالتحاق، فكرت عائشة في أن تفتح المجال أمام جميع الفتيات الراغبات في تعلم إحدى الحرف التقليدية. فلم تضع أي شروط للتكوين على مستوى جمعية ترقية الفتاة، فكما يترجمه اسمها الهدف من الجمعية هو ترقية الفتاة والنهوض بها إلى مستويات أفضل، ومكافحة البطالة في أوساطهن فكم من فتاة من خريجات الجمعية أصبحت اليوم صاحبة مشروع بعد حصولها على دعم لتكوين مؤسستها المصغرة. انطلقت عائشة في العمل بموارد جد شحيحة وبسيطة وتلقت في بداية مشوارها مساعدات وتسهيلات من طرب رئيس بلدية حسين داي آنذاك، الذي عمل على توفير لها المقر الذي استقطب نظرا لموقعه متربصات من مختلف البلديات المجاورة لها، فقد وفرت الجمعية تربصات في تخصصات عدة انطلاقا من التفصيل والخياطة وصولا إلى صنع الحلويات والتزيين الداخلي وحتى الإعلام الآلي. ومع مرور الوقت أثبتت عائشة قدراتها وذاتها على الساحة المهنية وذاع صيتها على مستوى مديرية الشؤون الاجتماعية لولاية الجزائر، وبلغ مديرية إدارة السجون التي جعلت منها شريكا أساسيا ووحيدا لها في تطبيق برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لإعادة الإدماج الاجتماعي للمساجين.