أشرفت مريم شرفي المديرة الفرعية لحماية الأحداث والفئات الضعيفة وبودريع محمد مدير المؤسسة العقابية الحراش، على حفل تخرج الدفعة الأولى من متربصات المؤسسة في الرسم على الحرير، في إطار اتفاقية التعاون المبرمة بين كل من إدارة السجون والمؤسسة العقابية الحراش وجمعية ترقية الفتاة في سبتمبر 2008. تسلمت، أول أمس، 22 سجينة بالمؤسسة العقابية الحراش شهادات تربصهن في الرسم على الحرير والتي دامت مدتها 9 أشهر كاملة، أشرفت عليها الآنسة جليد سعاد عضو في جمعية ترقية الفتاة، أول جمعية مجتمع مدني بالعاصمة تتحصل على موافقة إدارة السجون في مد اليد العون للسجينات وتأهيلهن لمواجهة الواقع بعد مغادرتهن المؤسسة ضمن المشروع الوطني للإدماج الاجتماعي للمساجين. بن شلابي: هدفنا الوصول بالسجينات إلى بر الأمان أوضحت عائشة بن شلابي رئيسة جمعية ترقية الفتاة في تصريح ل ''الحوار'' على هامش الفعالية، أن الجمعية صاحبة المبادرة التي لاقت الترحيب من طرف إدارة السجون، عملت طيلة فترة التكوين على تقديم كل ما أوتيت من إمكانيات لفائدة السجينات الراغبات في تعلم حرفة تستندن عليها في مواجهة الحياة بعد انقضاء فترة العقاب، حيث لعبت المنشطة سعاد دور المعلمة والأخصائية النفسانية في آن واحد، فكانت تمد السجينات بالنصائح وتحثهن على استغلال فترة إقامتهن بالمؤسسة أحسن استغلال ليكون بذلك العقاب قد أدى الهدف الفعلي المرجو منه ألا وهو الإصلاح. من جهتها، قالت الآنسة جليد سعاد في لقائها مع ''الحوار'' إنها، عند انطلاق العملية، واجهت بعض الصعوبات في التأقلم والتكيف مع السجينات ولكن سرعان ما اندمجن معها حيث كانت تلتقي الفتيات مرة كل أسبوع في حصة مدتها ساعتين فقط كانت بمثابة جلسات علاج نفسي تفرغن فيها المكبوتات في أشكال وألوان تعكس الحالة النفسية لكل واحدة منهن. يضم الفوج الواحد 10 فتيات متربصات في الفترة الصباحية و10 في الفترة المسائية بالنسبة للدفعة الأولى التي تحصلت على شهاداتها أول أمس، لكن ما طرأ من تغير في الحالة النفسية للفوجين المتربصين شكل دافعا أكبر لبقية السجينات للإقبال بقوة هذه السنة للتسجيل في التكوين حيث ارتفع عدد المسجلات حسب ما أكدته رئيسة الجمعية إلى 40 نزيلة ستقسمن على فوجين في تخصص الرسم على الحرير، كما كشفت بن شلابي أن هذه السنة ستعرف إدخال تخصص جديد في التربص يتمثل في صنع الحلويات نزولا عند طلبات واقتراحات العديد من النزيلات، حيث سجلت في هذا التخصص 48 سجينة تقسمن بدورهن إلى فوجين على فترتين صباحية ومسائية. للإشارة أوضحت بن شلابي أن من شروط التسجيل في التخصصات أن تكون نزيلات المؤسسة من الفتيات المحكوم عليهن بحكم نهائي، وأضافت أن نجاح المبادرة الأولى من نوعها أعطى ثماره الإيجابية من خلال الأعمال المتقنة للمتربصات ما شجع إدارة السجون على تحميلها مسؤولية أكبر بتوكيلها مهمة تكوين نزيلات مؤسسة الوقاية بوفارك. شرفي: ترقية الفتاة أول جمعية مجتمع مدني نشركها في برنامجنا كشفت، من جهتها، المديرة الفرعية لحماية الأحداث والفئات الضعيفة في لقاء خاص جمعها ب ''الحوار'' على هامش الاحتفال أن إدارة السجون كانت قد شرعت في تنفيذ برنامجها لإعادة الإدماج الاجتماعي للمساجين بإشراك الكشافة الإسلامية الجزائرية، إلا أنه ولأول مرة تضع يدها في يد المجتمع المدني لتجسيد البرنامج متمثلا في جمعية ترقية الفتاة. فكما قالت التجربة رائدة في إشراك المجتمع المدني. وثمنت شرفي مجهودات الجمعية مبدية ارتياحها لنشاطاتها التي تعرف التوسيع بإضافة تخصص صنع الحلويات إلى جانب التخصص الأول، الرسم على الحرير، والتي قامت على أساسها بفتح المجال للجمعية للنشاط على مستوى مؤسسة أخرى، حيث ستستفيد نزيلات مؤسسة الوقاية بوفاريك ابتداء من هذا الشهر من تربصات في الرسم على الحرير وصنع الحلويات. وستعرض أعمالهن في المستقبل القريب في معرض خاص من نوعه وهو ''معرض اليد العاملة العقابية'' الذي لا زال لم بكشف الستار عنه بعد.