دشنت مصالح الأمن الجزائرية السنة الجديدة بعملية نوعية ضد الجماعات الإرهابية في ضربة وصفت ''بالقاصمة''، حيث تمكنت من القضاء على 10 إرهابيين على الأقل ليلة السبت إلى الأحد الماضية 9 جانفي، و حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، كان المسلحون على متن سيارة عندما باغتتهم قوات الأمن حوالي الساعة التاسعة ليلا، بالقرب من بلدية سليم، الواقعة على بعد 150 كلم شرق ولاية مسيلة. وأشار ذات المصدر، إلى أن قوات الأمن قامت بالعملية بناء على معلومات تشير إلى تحركات الجماعة المسلحة على متن سيارة نفعية، حيث تمكنت ذات القوات من استرجاع كمية معتبرة من الأسلحة في نفس العملية. وقد تمكنت فرقة متخصصة في مكافحة الإرهاب من القضاء على 9 إرهابيين ببلدية أسليم الواقعة بولاية المسيلة في المخرج المؤدي لمدينة بوسعادة بعد كمين نصبته الفرقة المتخصصة في حدود الساعة الثانية ظهرا في انتظار المجموعة الإرهابية المسلحة، وفي حدود الساعة 8 و45 دقيقة مساء تمكنت هذه الأخيرة من القضاء عليهم في السيارة التي كانت تقلهم من نوع ''بيجو برتنار'' تحمل ترقيم ولاية الجزائر (16) واسترجعت الفرقة 12 قطعة سلاح متنوعة، وكمية معتبرة من الذخيرة. وحسب مصادرنا فإن المجموعة كانت تنشط على مستوى ولايتي المسيلة والجلفة وكانت تتمركز بمنطقة جبال بوكحيل المتواجدة ببلدية عين الريش، وقامت برصدها الفرقة المتخصصة لمدة طويلة لتتأكد منها وتقضي عليها في المكان المذكور. وأشارت بعض المصادر بأن المجموعة كانت تعيش ظروفا صعبة من خلال لباسها الممزق والرث ومؤنها الرديئة التي وجدت معهم، ورجحت ذات المصادر نجاح مثل هذه الضربات إلى الطوق الذي فرضته وتفرضه القوات الأمنية على هذه الجماعات عبر الوطن والضربات الموجعة التي ألحقتها بها خلال الفترة الأخيرة، ونقلت الجثث الى المؤسسة العمومية الاستشفائية بعين الملح لتحفظ في مصلحة حفظ الجثث فيما فتحت ذات المصالح تحقيقا للتعرف على هوية الإرهابيين. ولقد ساعد على نجاح هذه العملية إلى حد كبير الحصول المسبق على المعلومات المتعلقة بمكان وجود المسلحين والسيارات المستعملة لديهم ومسالكهم المفضلة في التنقل، وقد ذكرت مصادر أمنية انه تم التحضير بشكل منظم وكبير للقضاء على هذه المجموعة الإرهابية، لتضاف هذه الحصيلة إلى أكثر من 30 إرهابيا تم القضاء عليهم في غضون الأسابيع القليلة الماضية. ووفقا للمصادر الأمنية والإعلامية فقد قتل أكثر من ثلاثين إرهابيا في الأسابيع الأخيرة في مناطق مختلفة عدة من قبل قوات الأمن والجيش الوطني الشعبي. للتذكير فقد القضاء على أربعة إرهابيين في 17 من الشهر الماضي برصاص القوات الأمنية قرب المسيلة حيث كانوا يتنقلون في سيارة، بحسب مصدر امني. واعترض الرجال الأربعة قرب بوسعادة التي تبعد حوالى 80 كلم من المسيلة (250 كلم من العاصمة) في عملية نفذت بعد ورود معلومات عن وجودهم في المنطقة في سيارة للنقل، بحسب المصدر نفسه. وتابع المصدر أن الأربعة ينتمون إلى جماعة موالية لما يسمى بتنظيم قاعدة المغرب ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' سابقا تتخذ ملاذها في أرياف المنطقة. وبالقضاء على المسلحين العشرة في ولاية المسيلة تكون قوات الأمن ساهمت في القضاء على أهم الخلايا الإرهابية النشطة على مستوى جبال بوكحيل. وفي انتظار المزيد من ''التتويجات '' الأمنية تبقى الإشارة إلى دور المواطن في الكبير في المساهمة في القضاء على هذه الآفة، والتي كانت عملية المسيلة إحدى ثمارها.