في احدى أكبر عملياتها المتميزة لهذا العام تمكنت قوات الأمن المشتركة بتبسة ليلة الأربعاء إلى الخميس صباحا من القضاء على 9 إرهابيين وإصابة آخر بجروح تم نقله إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاج، كما تمكنت ذات القوات في نقله نوعية غير متوقعة بالنسبة للمجموعة الإرهابية من إلقاء القبض على ستة إرهابيين أحياء، فيما لايزال أكثر من 40 إرهابيا تحت الحصار.. وتشير مصادر "الشروق اليومي" عن قرب استسلامهم أو القضاء عليهم، خاصة بعد تحديد مواقع تواجدهم ومكان إختبائهم بالأماكن الجديدة التي حلوا بها منذ أقل من شهر هروبا من عمليات التمشيط الواسعة التي تقوم بها وحدات الجيش الوطني الشعبي رفقة رجال الأمن والدرك الوطني بجبال (رأس العش، أم الكماكم، أنوال، الجبل الأبيض، ماجور، الغريرة).. وهي العمليات التي جاءت بعد عدة جرائم إقترفها المسلحون، خاصة بمنطقة هنشير الحصحاص ببلدية العڤلة ورأس العش ببلدية ثليجان. وقد جاءت عملية نهاية الأسبوع بعد أن سلم إرهابي نفسه فتحركت قوات الأمن المشتركة التي علمت بتواجد أكثر من خمسين (50) إرهابيا متخندقين بجبال الميزاب والزيتون القريبين من مدينة تبسة بحوالي 10 كلم، حيث تم محاصرة كل المنافذ بإحكام، وأثناء المباغتة تم إلقاء القبض على ستة إرهابيين دون أية إصابة في حين ألقي القبض على إرهابي رابع مصاب بجروح حاول الفرار ولكنه لم ينجح وتوفي خلال هذه العملية ملازم في الجيش بعد تبادل لإطلاق النار. كما حاولت مجموعة أخرى إطلاق الرصاص على قوات الأمن، إلا أن الرد كان سريعا وعنيفا، حيث تم القضاء في المرحلة الأولى على 06 إرهابيين، ثم على 03 آخرين تسعى قوات الأمن لنقل جثثهم الى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى عالية صالح بواسطة الطائرات التي ظلت في حركة نشيطة طيلة يوم الخميس وليلة الجمعة لافتة إنتباه سكان عاصمة الولاية والمناطق المجاورة لها. كما تم في تلك العملية تهديم خمسة (05) مخابئ، ثلاثة بجبل الزيتون ومخبأين بجبل الميزاب وآخر مازال تحت الحصار والمراقبة به حوالي أربعين (40) إرهابيا في طريقهم الى الإستسلام خلال الساعات القليلة القادمة أو القضاء عليهم إذا لم يرفعوا أيديهم ويضعوا السلاح في انعدام حل آخر. وحسب ما يتردد فإن لجوء عشرات الإرهابيين إلى جبال أعالي مدينة تبسة جاء بناء على إستراتيجية تتمثل أساسا في الإبتعاد عن الأماكن الواقعة تحت الحصار والتمشيط والواقعة أساسا على المحور الحدودي مع ولايات أم البواقي، خنشلة والوادي، وكذلك ليتمكن عناصر من المجموعة الإرهابية من التسلل إلى وسط مدينة تبسة لإقتناء بعض الحاجات الضرورية أن يكتشف أمرهم، خاصة إذا كان النزول بعد غروب الشمس وإنتشار الظلام بالأحياء المحاذية للجبال على غرار ما حصل الشهر الفارط، حيث تمت مطاردة عنصر من المجموعة الإرهابية كان بشوارع مدينة تبسة وهو يحمل كميات من الأدوية داخل حقيبة عثر عليها بمنطقة سيدي محمد الشريف بعد مطاردته، وهذا ما يؤكد حسب ما يروج أن المجموعات الإرهابية قد فقدت قاعدة الدعم اللوجستيكي من طرف بعض المواطنين وهذا بفضل وضع رجال الدرك الوطني والأمن أيديهم وأعينهم على كل الأماكن التي كان يشتبه في أهلها التواطؤ مع الإرهابيين، ومن ثمة لم يبق للإرهابيين إلا الإعتماد على أنفسهم من خلال إرسال عناصر غير معروفة أو ممن ينحدرون من بعض المناطق خارج تبسة من خلال إرسال عناصر غير معروفة لتحقيق حاجاتهم وإقتناء ما هو ضروري ليومياتهم دون القيام بعمل إرهابي بالمدينة حتى لا يتم لفت انتباه قوات الأمن ومصالحها بتواجد الإرهابيين بأطراف المدينة، إلا أن الواقع الميداني أحبط استراتيجية قيادة الإرهابيين التابعة حسب مصادر متداولة لكتيبة الفتح المبين المنضوية تحت الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، والقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي حاليا، حيث تم توجيه ضربة قاصمة للإرهابيين في حصيلة الأربع والعشرين ساعة الفارطة فقط، ولا يستبعد أن تكون الفاتورة أثقل خلال الساعات القادمة، خاصة مع إصرار قيادات الأمن المشتركة بالولاية المتواجدة ميدانيا في موقع الحدث القضاء على بقايا وفلول الإرهابيين بمختلف الأماكن وهذا قبل الموعد الإنتخابي نهاية الشهر المقبل، حيث يأمل الجميع أن يمر في ظروف جد عادية لضمان تسجيل أكبر نسبة مشاركة وإستعادة الأمن للمنطقة. ع/ عاصم