عطرت مسيرتها الإبداعية بعديد الإصدارات الأدبية كانت بدايتها رواية ''ورود الرمال'' الصادرة عن منشورات التبين ،2000 بعدها أصدرت ''جميلة طلباوي'' مجموعتها الشعرية ''أوجاع الذاكرة'' التي حصدت بها جائزة الرواية القصيرة لاتحاد الكتاب العرب بدمشق. كما نالت العديد من الجوائز منها أحسن قصة قصيرة العام 1993 التي نظمتها جمعية أحمد حوحو وجائزة أحسن منشطة العام .1996 عن مسيرتها الإبداعية وآرائها حول مختلف القضايا الأدبية تحدثنا خلال هذا الحوار. كيف كانت بدايتك مع الكلمة التي تعكس كتابتك ومدى قدرتك على تذليلها أمام هواجسك الشعرية؟ القلم والكلمة هما الوقت الذي أكتشف فيه عذوبة الكلمة ورحت أرسم على بياض الورق كلمات أفراح بها كما يفرح الطفل باكتشاف شيء مدهش غير مؤلوف، وكان أقرب الى إحساس بتحقيق حلم وأنا في المتوسطة أعيش بين كتاب جبران خليل جبران ولطفي المنفلوطي ومي زيادة، ومن ثمة بدأت تلك الرحلة الجميلة وتلك العلاقة الخاصة بيني وبين القلم فرحت أغذي بذرة صداقتي بهذه العلاقة. لكل شاعر ومبدع هاجس. ما هي هواجسك الشعرية؟ لمن يكتب المبدع ولمن يعيش؟ هو معنى الهاجس وهذا سؤال كبير بحجم الألم الذي يفجر كلماتنا. وبحجم الفرح الذي يعانق هذه الكلمات أقول استفزتني الأشياء واتحدت معها لأجد كلماتي التي تسري على الورق هي للإنسان وعنه والأمة وأوجاعها عن أفراحه وعن أحلامه وآمال كبيرة في هذه الحياة. من الأقرب من لحظات بوح جميلة طاباوي الصديق أم القلم والورقة؟ هناك بعض الآلام لا أستطيع التعبير عنها. والقلم هو الصديق الذي حلق بي في عالم من السحر والجمال وغمرني فرحا في لحظات الأسى وتنامى حبره في دمي لتحمل كلماتي آلام الإنسان بمختلف شرائحه. إنه صديق لا يقل مكانة عن القلم في حياتي، فالمكروفون هو الذي مد جسرا بيني وبين الآخر لازلت أسمع أنينه كلما كنت أنزل الى الميدان لأنجز حصة.. كنت كثيرا ما أعود ممتلئة بالكلمات من روح اللقاء فأكتب نصا أنا مدينة للمكروفون بالكثير القلم يمسح دمعي والمكروفون يعيد إلي الفرح. في ظل هيمنة تكنولوجبا الاتصالات دخل الكتاب غرفة الإنعاش. ألا تقلقك الفكرة؟ تمنيت أن هذه العاصمة الثقافية في العالم لازالت تطبع أعدادا هائلة من الكتب ولازالت معارض الكتب عادة عريقة في العالم ستستقطب القراء في مختلف الأعمار والشرائح. صحيح أن التكنولوجيا عالية والانترنت الوسيلة الأسهل لكنها وسيلة أيضا للترويج للكتاب الذي لايزال بخير ولايزال هو يعطي المصداقية للمبدع ويعطي المبادرة للمادة التي ينتجها فكر الإنسان القيمة العلمية، لكن هذا لا يعني بأننا نحتاج كدول العالم الثالث إلى أن نراجع علاقتنا مع الكتاب ونغرس حبه في الأجيال ابتداء من الأطفال. ما رأيك في مستوى الكتابات الشعرية الجزائرية؟ الحركة الشعرية في الجزائر هي جزء من الحركة الأدبية بصورة عامة. فالتقدم الذي تحرزه الرواية الجزائرية على المستوى العالمي يواكبه ازدهار للحركة الشعرية الخاصة والشعر هو ديوان العرب وسيلة الجزائري في الدفاع عن وطنه ودينه في العهد الاستعمار الفرنسي. وقد كان الأمير عبد القادر شاعرا ورائد النهضة وابن باديس بشعره الذي رسم به ملامح الشخصية الجزائرية الصارمة أمام محاولات الاستعمار الفرنسي لطمسها وكانت إلياذة الجزائر وما قاله مفدي زكارياء من أشعار الثورة كلها في مقدمة الحركة الشعرية لأن تزدهر. وماذا عن النقد الأدبي هل يمكن الاعتماد عليه في رفع مستوى الإنتاج الأدبي الجزائري؟ الحركة الأدبية لا يمكنها التطور إلا إذا واكبتها حركة نقدية جادة. أنا متفاعلة جدا بما يقوم به الأكاديميون والباحثون من جهود في قراءة النصوص سواء نصوص الرواد أو نصوص الجيل الجديد من الشعراء الجزائريين، بل هنالك نقاد أيضا من الجيل الجديد من الشعراء والأدباء الجزائريين وجيل الشباب يسعون للارتقاء بالنص الجزائري.