" هي في طبيعتها، كطبيعة الولاية التي سمعت أولى صرخاتها وهي تستنشق هواءها الرطب المملح للمرة الأولى " هذا ما كتبه أحد النقّاد واصفاً الشاعرة والروائية الهندية كامالا داس، ابنة ولاية "كيرالا" الهندية الساحلية... الولاية الاستوائية التي تميزها أمطارها وعواصفها، إلى جانب طبيعتها الساحرة... شاعرة إشكالية مشاكسة، جميلة، وديعة في طبيعتها، كما هي طبيعة كيرالا. رحلت كامالا داس Kamala Das الأحد الماضي تاركة وراءها العديد من الدواوين الشعرية والروايات والمجموعات القصصية، وعدداً من الجوائز وشهرة واسعة وضعتها ضمن قائمة المرشحين لجائزة نوبل في الآداب عام 1984. هي الكاتبة الهندية التي تكتب للعالم بالإنكليزية وإلى أبناء جلدتها بلغة ال"ماليالام – Malayalam " حيث تعتبر واحدة من أبرز شعراء الهند الذي يكتبون بالإنكليزية، على الرغم من أن شهرتها في ولاية "كيرالا" تعتمد القصة القصيرة والرواية باللغة المحلية، التي كانت تنشرها وتوقعها باسم مستعار هو "مادهافي كوتي Madhavikkutty "ولدت كامالا داس في 31 آذار 1934 لأسرة هندوسية محافظة. ومنذ أن أصدرت مجموعتها الشعرية الأولى "صيف في كلكتا" 1965، صارت محط أنظار النقّاد ومحور سجالاتهم بين مؤيد ومعارض لتلك الآراء التي جاءت بها القصائد التي أشعلت ثورة الشعر النسائي في الهند واقتحمت مناطق محرّمة في الحياة الاجتماعية الهندية، فقد تناولت قصائدها عالم المرأة المتضارب بين الحب والقيود الاجتماعية التي تعانيها المرأة المحبّة، ودعت إلى تحرر المرأة من قيود كبلتها طويلاً... وقد جوبهت أفكار قصائدها وقصصها المنشورة بهجوم شرس من قبل النقاد آنذاك... فقصائدها التي احتوتها العديد من دواوينها الشعرية مثل "المقدمات" و"النسل" 1967 و "وحدها الروح تعرف كيف تغني" 1992 كانت بمثابة الدعوة لانطلاق الأصوات النسائية احتجاجاً على واقع اجتماعي قاسي، يميزه الظلم الذي تفرضه قوانين وموروثات الحياة في الهند. عالمياً، أخذت حياة كامالا منحى مهماً حين نشرت سيرتها الذاتية "قصتي" عام 1976، التي ترجمت إلى أكثر من 15 لغة عالمية، وهذا ما وضعها في مركز الاهتمام والجدل في آنٍ واحد. فالعمل جريء باعترافاته، مشاكس في تناوله زوايا مهمة وخطرة بل إشكالية ومحرّمة حسب التقاليد والأعراف، مما جعلها محط اتهام وغضب العديد من النقّاد وخصوصاً أبناء جلدتها الذي اتهموها بنشر أفكار "منحرفة" وعلاقات غير أخلاقية... ولم تتوقف متاعبها عند هذا الحد، بل زاد الجدل وكثرت الاتهامات حين أعلنت عام 1999 اعتناقها الديانة الإسلامية، حيث تعرض للعديد من المضايقات والتهديدات الشرسة من قبل المحافظين الهندوس في ولاية كيرالا، ولكنها كانت قوية وبقيت ثابتة على معتقدها الجديد، حيث واصلت حياتها وفقاً للمعتقدات التي آمنت بها. دخلت كامالا داس قائمة المرشحين لجائزة نوبل للآداب عام 1984 بعد حصولها على العديد من الجوائز العالمية والمحلية عن أعمالها الأدبية في الشعر والقصة القصيرة والرواية، فقد صدرت لها العديد من القصص القصيرة والروايات باللغة الإنجليزية مثل رواية "أبجدية الشهوة" 1977، ومجموعة قصصية بعنوان "العاهرة وقصص أخرى" 1992، و "المسرح القديم وقصائد أخرى" 1973، وكان آخر دواوينها باللغة الإنجليزية ديوان "يا الله" الصادر عام 2001، كما أصدرت بين الأعوام 1964 حتى 2005 خمس روايات وسبع مجاميع قصصية في لغة ال"ماليالام – Malayalam " ومنها من كان تحت اسم مستعار.سعاد طاهر / م