أصدرت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء الجزائر حكما بالإدانة في حق المتهم (و.ا) يقضي بتوقيع عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا بعد ثبوت التهمة المتابع على إثرها بجناية الانخراط ضمن جماعة إرهابية مسلحة، حيث كان ممثل الحق العام قد التمس إدانته بالسجن النافذ 7 سنوات بعد أن أشار خلال مداخلته إلى أنه كان بمثابة بنك للمعلومات لفائدة هذه الأخيرة ساعدها على تنفيذ مخططاتها التخريبية. وقد كشفت جلسة محاكمة الجاني أنه كان ينشط لصالح جماعة إرهابية بأحياء باش جراح والمعروفة بكتيبة ''النور'' تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حيث فتح ملف قضية الحال بناء على معلومات وردت إلى مصالح الأمن في إطار مكافحة الإرهاب مفادها أن المتهم (و.احمد) قام سنة 2005 بالاتصال بالجماعة الإرهابية الناشطة في الجزائر وسط عن طريق المكنى بزكرياء بصفته جاره في حي البدر ببلدية باش جراح على أساس أنه كان يلتقي به على مستوى مسجد الوفاء، والذي بدوره ربطه بالاتصال مع الإرهابي ''م.أكلي'' المكنى ب ''أبو عباس'' الذي اتصل به في مارس 2005 لتكليفه بجمع المعلومات المتعلقة بالتحركات الأمنية في أحياء باش جراح، وكذا تزويد الكتيبة بالجرائد اليومية ليطلعوا على الأحكام الجزائية التي تنشر في قضايا الإرهاب. كما ثبت أن الإرهابي ''أبو عباس'' قد عاود الاتصال بالمتهم (و.ا) في شهر ماي 2005 ليربط اتصاله بإرهابي آخر يدعى ''أبو سفيان'' الذي قدم له إغراءات للالتحاق بالجماعة في المعاقل الإرهابية الخاصة بكتيبة ''النور''، كما كلفه بتجنيد الشباب الملتحقين مؤخرا بالكتيبة كون أن لديه خبرة في ميدان التدريبات العسكرية باعتبار أنه أدى واجبه تجاه الخدمة الوطنية في ولاية بشار، حيث تمكنت التحريات من رصد عدد الاتصالات الهاتفية التي أجراها والتي وصل عددها إلى 68 مكالمة. في حين ورد في محاضر سماعه أمام الضبطية القضائية أن المتهم قد حاول تضليل مصالح الشرطة عن طريق تغيير رقم هاتفه وتحويله إلى متعامل آخر، إلا أنه عاود الاتصال ب ''أبو سفيان''. ومقابل هذه التصريحات أنكر المتهم خلال مثوله أمام القاضي أمس تزويد الجماعة الإرهابية بالمعلومات الخاصة بالأوضاع الأمنية، مصرحا في الوقت ذاته أن عدد الاتصالات الهاتفية التي أجراها مع ''أبو سفيان'' لم تتعد مكالمتين.