وقَّعت المخرجة اللبنانيَّة ريما الرحباني، الابنة الصغرى لعاصي وفيروز، شريطها الوثائقي ''كانت حكاية'' ومدّته 51 دقيقة، والذي تصوغ فيه خط تواصل مع وبين والديها اللذين باعدت بينهما 23 سنة من الانفصال. في قرص الفيديو، تقرّر فيروز فجأة أن تتكلم. عندها لم يعد السؤال إلا واحدا: ''الإصغاء اليها وماذا تريد أن تخبرنا''. هكذا تتحدث ريما وإذا بالكلام كله عن عاصي وعن فنه وعبقريته ومزاجه وصدقه الفني... وكانت مهمة الابنة العثور على كلام مسجل ونادر لعاصي يشكل أرضية لحوار نموذجي بينهما، وهكذا كان. الشريط استنفر أولاد عمها منصور: مروان وغدي واسامة، وكان السؤال كيف يغيب الكبير منصور عن مناخ الحديث وهم أصلا ثلاثة يستحيل فصلهم الواحد عن الآخر. وتذكر المتابعون ما كان حصل قبل ذلك بفترة حين صدر مرسوم عن وزارة التربية في لبنان يقضي بتشكيل لجنة لتخليد فن وأدب منصور الرحباني والعائلة الرحبانية في المناهج والأنشطة التربوية، من دون الاشارة الى اسم عاصي. ''كانت حكاية'' تكشف فيه فيروز عن صعوبة الحلول الوسط مع عاصي، فهو يريد أولا وأخيرا إرضاء كل الجمهور ويحرص على الاطمئنان إلى أن الكل يعجبه ما فعل. كان يرفض وضع عمله وإنجازه بين الناس والسلام. أبدا، بل كان ممكنا أن يبدل صباحا ما أنجزه في الليلة الماضية.