أكد البروفسور مولود عتيق، طبيب جراح بمركز مكافحة السرطان ''بيار وماري كوري''، أن نسبة 90 بالمائة من حالات سرطان البنكرياس يتم الكشف عنها في مراحل متقدمة من المرض. ووصف البروفسور عتيق في مداخلته بمناسبة الملتقيات الوطني ال 17 والمغاربي ال 13 والمغاربي الفرنسي الثالث للجراحة المنعقدة نهاية شهر نوفمبر الماضي، أن سرطان البنكرياس من بين أنواع السرطان التي لا توجد لها أعراض عيادية بارزة وعندما تظهر هذه الأعراض يكون المرض قد تطور وبلغ مراحل خطيرة. واعتبر نفس المتحدث أن الآلام التي يعاني منها المصاب بسرطان البنكرياس من أشد الآلام التي تصاحب الأمراض الأخرى. ويظهر سرطان البنكرياس بصفة عامة حسب البروفسور عند كل فئات العمر ولكن يصيب على الخصوص فئة العمر ما بين 50 و 60 سنة. أما بالنسبة للعلاج والجراحة فإن التكفل بسرطان البنكرياس يخضع في بداية الأمر للمختصين في مجالي الإنعاش والتخدير، حيث تسند لهم مهمة تقييم مدى نجاح العملية الجراحية. وأفاد المختص أن مركز بيير وماري كوري لمكافحة السرطان يحتوي على 4غرف للعمليات الجراحية مشيرا إلى أنها غير كافية للتكفل بجراحة كل الحالات الثقيلة التي تقصد المستشفى من مختلف أنحاء الوطن مما يجعل قائمة الانتظار في اتساع مستمر. ويرى في نفس الإطار أنه تسجل كل يوم في قائمة الانتظار 10 حالات جديدة خاصة بالجراحة الثقيلة في مختلف أنواع السرطان كلها، تتطلب الاستعجال في العلاج لأن تأخيرها يؤدي إلى تعقيدات خطيرة للمرض وارتفاع نسبة الوفيات. وأرجع هذا التأخر في إجراء العمليات الجراحية للمصابين بالسرطان إلى قلة الهياكل التي تتكفل بهذا الجانب بالإضافة إلى قلة العاملين المؤهلين في هذا المجال من السلك الطبي وشبه الطبي مما أدى إلى الضغط الكبير الذي يعاني منه مركز بيير وماري كوري. ودعا المختص إلى ضرورة وضع مخطط وطني لمكافحة السرطان والكشف المبكر لبعض أنواع السرطان حتى يتم التكفل بالمرض و تحقيق نتائج مرضية في العلاج. وفيما يتعلق ب ال17 مركزا لمكافحة السرطان المبرمجة عبر القطر أوضح أنه تم انجازه بعضها فيما توجد الأخرى في طريق الانجاز، مبرزا أن هذه المراكز تدخل في إطار لامركزية العلاج وتقريب الصحة من المواطن. إلا أنه أشار إلى أن المشكل المطروح يبقى تكوين العدد الكافي من المختصين لتسيير هذه المراكز.