كشف الدكتور عاشور بشير الفيتوري، الأمين العام للرابطة العامة للأشخاص ذوي الإعاقة بالجماهيرية الليبية، في لقاء خاص جمعه ب ''الحوار'' على هامش أشغال الملتقى العلمي الدولي الثالث عشر المنعقد أيام 6,5 و7 فيفيري الجاري بجزيرة جربة بتونس، حول تأهيل المعاق عبر الترويح، عن طرق تكفل ليبيا بالأشخاص المعاقين، وعن أهم النتائج المحققة لصالح هذه الفئة وأسباب ارتفاع أعداد المعاقين ذهنيا والذي أرجعه إلى انتشار زواج الأقارب بنسب كبيرة. الحوار: لو أردنا التعريف بالرابطة العامة للأشخاص ذوي الإعاقة بالجماهيرية الليبية، كيف يمكن تقديمها في بضعة أسطر؟ - الدكتور الفيتوري: الرابطة عبارة عن منظمة حقوقية تطالب وتدافع عن الأشخاص ذوي الإعاقة، ينتمي أعضاؤها لمنظمات دولية تهتم بشؤون الإعاقة. تأسست سنة 1987 تضم إلى حد الآن 82 ألف شخص معاق من مختلف فئات الإعاقة الأربع: السمعية، البصرية، الحركية والذهنية. من بين أهداف الرابطة التوعية والتثقيف، لصالح المجتمع، بحقوق هذه الفئة من أجل المطالبة بها، وتضم الرابطة 23 فرعا موزعة عبر 23 محافظة بالجماهيرية الليبية. أي أنواع الإعاقة المنتشرة في الجماهيرية؟ - غالبية المعاقين في الجماهيرية الليبية هم من الأشخاص المعاقين ذهنيا. هل هناك تفسير علمي أو منطقي لذلك؟ - تزداد نسبة الإصابة بالإعاقة الذهنية في ليبيا بسبب انتشار ظاهرة زواج الأقارب، على غرار ما هو سائد في معظم الدول والمجتمعات العربية التي لازالت محافظة في الكثير من مناطقها على العادات والتقاليد الخاصة بالزواج، ما يساهم في الرفع من عدد الإعاقات باختلاف أنواعها، وأشير هنا إلى بلوغ عدد الأشخاص المعاقين في الوطن العربي 40 مليون شخص. قامت الرابطة بتنظيم العديد من النشاطات والمشاركة في أخرى خلال السنة الماضية، هل يمكن تلخيص أهم نشاطاتها؟ - عقدت الرابطة أول مؤتمر مغاربي يختص بالمرأة ذات الإعاقة، شاركت فيه كافة دول اتحاد المغرب العربي إضافة إلى مصر والسودان ولبنان كضيوف، انبثق عن هذا المؤتمر إعلان طرابلس لحقوق المرأة ذات الإعاقة. أقيم بطرابلس برعاية الدكتورة عائشة معمر القذافي سفيرة الأممالمتحدة للنوايا الحسنة بليبيا، وجاء هذا المؤتمر بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. كما قامت الرابطة بتنظيم 3 ورشات عمل تدريبية في مجال حقوق الأشخاص المعاقين وفقا للاتفاقية الدولية لحقوق المعاقين، واستهدفت العاملين في مجال الإعاقة وأمناء روابط المعاقين بالشعبيات وبعض أولياء الأمور. علمنا أن الرابطة تقوم بالتعاون والتشارك مع جهات عدة لتحقيق أهدافها المسطرة، ما هي أهم الشراكات التي عقدتها في هذا المجال خلال السنة الماضية؟ - قامت الرابطة بتوقيع اتفاق تعاون وشراكة بينها وبين الهيئة العامة لصندوق التضامن الاجتماعي بليبيا، تنص على العمل المشترك في إطار شراكة حقيقية ما بين القطاع الأهلي الممثل في الرابطة والقطاع الرسمي ممثلا في صندوق التضامن. كما وقعت الرابطة اتفاقية تعاون وشراكة مع اللجنة الشعبية العامة للتعليم والبحث العلمي، تتناول حل مشاكل هذه الفئة في المجالات التعليمية المختلفة كتهيئة المدارس وتوفير الوسائل والمنهاج التعليمية بطريقة البراي للمكفوفين وإعطاء نسبة في إفادة المعاقين للخارج لشهادتي الماستر والدكتوراة، وتم تشكيل لجان مشتركة لتنفيذ متابعة هذه الاتفاقيات. نظمت الرابطة خلال الأشهر القليلة الماضية المؤتمر العربي الأول حول سياسات الإعاقة الذهنية، ما هي أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر؟ - نظم وبالشراكة مع كل من جامعة الدول العربية ومنظمة الاحتواء الشامل للمنطقة العربية وجمعية واعتصموا للأعمال الخيرية وبإشراف الدكتورة عائشة معمر القذافي، المؤتمر العربي الأول لسياسات الإعاقة الذهنية بالوطن العربي والذي شاركت فيه 18دولة عربية. وخرج المؤتمرون خلاله بمجموعة من التوصيات في مجالات التأهيل المهني والتشغيل، الإعلام، التعليم والدمج التربوي وتقنية المعلومات، رعاية ذوي التوحد، وفي مجال متابعة التوصيات أيضا. طالب المؤتمرون من 18 دولة عربية شاركت في اللقاء، المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المشاركة فيه بالتزام روح المسؤولية العالية في تطبيق التوصيات، وإشراك فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في تطبيقها. ففي مجال التأهيل المهني والتشغيل، نص البيان الختامي على احترام مبدأ عدم التّمييز وتكافؤ الفرص في التّوظيف، وتطبيق نظام الحصّة (الكوتا) وتشديد الجزاءات للمخالفين، وتقديم الحوافز للملتزمين. ودعاهم البيان إلى التعريف والتوعية بمنافع تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة وإدخال مفهوم التنوع والدّمج والتكييف والتجهيز، والتعديل في الوصف الوظيفي، إلى الشركات والهيئات والمؤسسات العامة والخاصّة. مع التأكيد على توفير المناهج والبرامج والإطارات المتخصصة لتدريب وتأهيل ذوي الإعاقة في مختلف المناطق، والاعتماد على منهجية التأهيل المرتكز على المجتمع. وتوجه البيان إلى أرباب العمل داعيا إياهم إلى تبني استراتيجية توظيف ذوي الإعاقة كجزء أساسي من سياسة الاستخدام لديهم. واستخدام ذوي الإعاقة من الباحثين عن عمل وتدريبهم في أماكن العمل. كما حثهم على التّعاون والتنسيق مع منظمات ذوي الإعاقة في مجال الاستخدام والتدريب والترتيبات المناسبة لبيئة العمل، بما في ذلك توعية العمال من غير ذوي الإعاقة بقدرات وحاجات زملائهم من ذوي الإعاقة. مع تشجيع وتسهيل التنسيق بين منظمات أصحاب العمل والعمال وذوي الإعاقة، لتبادل الخبرات والاستشارات في المجال، وتوفير التمويلات اللازمة والمساعدات لمنظّمات ذوي الإعاقة في مجال التشغيل والتدريب، ورفع الوعي لدى أرباب العمل بقوانين العمل والحقوق العمالية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة والتشريعات المحلية. سطرت الجمعية جملة من المشاريع للسنة القادمة، أيمكننا التعرف على بعضها أو أهمها؟ - يستهدف برنامج عمل الرابطة محورين، الأول وطني تقام فيه ورشات عمل تدريبية، تستهدف ما يقارب 400 شخص، في إطار إعداد الكوادر البشرية. اما على المستوى الإقليمي، فجارٍ الإعداد والتنسيق لعقد أول مخيم مغاربي يختص بفئة المعاقين ذهنيا على مستوى اتحاد المغرب العربي، كما يجري العمل لعقد ملتقى عربي خاص بفئة الصم وضعاف السمع. تولي الجماهيرية الليبية عناية بالغة لفئة المعاقين، كم عدد مراكز التكفل بالعاقين في ليبيا؟ - يوجد بليبيا 52 مركزا حكوميا يخدم فئة المعاقين بكافة الخدمات النهارية والإيوائية، كما تقوم الدولة بصرف معاش أساسي بقيمة 130 دينار ليبي أي ما يعادل مائة دولار، وبالنسبة للمكفوفين والمقعدين وذوي الإعاقة الذهنية يصرف مبلغ 150 دينار لبيبي، تسمى منحة خدمة منزلية إضافة على ال 130 دينار. تواجه المرأة المعاقة بليبيا على غرار باقي معاقات الوطن العربي عدة مشاكل، ما هي جهود الرابطة للنهوض بحقوقها؟ - نلاحظ أن ثقافات العرب جميعهم تعمل على التمييز بين الأشخاص، فكلها تنظر إلى الإنسان من ناحية الشكل وتهمل الجوهر والقدرات. ومن أهم المشاكل التي تعترض المرأة المعاقة في ليبيا وباقي الدول العربية مشكلة الزواج بسبب عدم وعي المجتمعات، إلا أن السنوات القليلة الماضية أظهرت وجود العديد من التجارب الزوجية الناجحة تكون فيها الزوجة معاقة حركيا.