جدد الأساتذة المتعاقدون المضربون منذ 28 يوما تمسكهم بالاعتصام المقرر غدا الثلاثاء أمام مقر رئاسة الجمهورية، مثلما أكدوا تمسكهم بخيار الإضراب عن الطعام ولو كلفهم حياتهم، وأمام هذه الوضعية المزرية طالبت حركة النهضة السلطات العمومية بالتعجيل في إيجاد حل من خلال إدماجهم في مناصبهم الشاغرة. ومما جاء في بيان حركة النهضة الذي تحصلت '' الحوار'' على نسخة منه، '' أمام هذا الوضع المتأزم تطالب حركة النهضة بضرورة إيجاد حل لقضية الأساتذة المتعاقدين عن طريق الإدماج الدائم وإعادة المفصولين ودفع الأجور المتأخرة ". وأضافت النهضة في ذات البيان داعية إلى '' ضرورة إعادة النظر في أسلوب التوظيف الذي أثبت عدم نجاعته وتلاؤمه مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها البلاد''، مجددة تأييدها للمضربين،وواعدة إياهم البقاء إلى جانبهم. هذا وقد سجلت إلى غاية أول أمس وضعية صحية متردية حيث أصيبت أول أمس أستاذة بانهيار عصبي نقلت على وجه السرعة إلى المستشفى، وعرف آخرون وضعية صحية حرجة تميزت بآلام وتشنج العضلات وإرهاق وانخفاض الضغط الدموي وانخفاض نسبة السكر في الدم إلى أقل من 60 غ ل يعيشها المتعاقدون المضربون، غير أن هذا الوضع الصحي المتدهور لم يدفع بالأساتذة المضربين عن الطعام منذ شهر تقريبا إلى ايقاف هذا الاحتجاج إلا إذا تمت تلبية مطلبهم الوحيد المتعلق إدماجهم في مناصبهم الشاغرة. وعبر المضربون عن الطعام عن استغرابهم الشديد للصمت المطبق من طرف وزارة التربية الوطنية، متسائلين عن أسباب رفضها التحرك نحو تسوية المشكل ومن ثم تفادي احتمال تسجيل وفيات وبالتالي الوقوع في الندم حين لا ينفع، داعين في ذات البيان إلى ضرورة إدماج الأساتذة المتعاقدين في مناصبهم الشاغرة مهما كانت تخصصاتهم وإلى إعادة إدماج الأساتذة المفصولين إلى مناصبهم ودفع المستحقات المالية المتأخرة والسعي لتجديدها شهريا، إلى جانب الاستفادة من راتب العطلة السنوية مثلما تنص عليه قوانين المنظمة الدولية للشغل وتثبيت الأساتذة بعد سنة واحدة من توظيفهم. هذا ويعتزم الأساتذة المتعاقدون مرة ثالثة الاعتصام هذا الثلاثاء أمام مقر رئاسة الجمهورية، إلحاحا منهم على ضرورة التفاف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا حول مطلبهم المعروف وهو إدماجهم في مناصبهم الشاغرة، وبالتالي وضع نقطة نهاية لما أسموها بمأساتهم وانتشالهم من مصير أسود أمام تمسكهم بخيار الإضراب عن الطعام الذي شنوه منذ شهر تقريبا. وجددت مريم معروف تساؤلاتها حول الصمت المطبق من طرف وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد حيال قضيتهم وتجاه الإضراب الذي شنوه، داعية إياه إلى ضرورة أخذ بعين الاعتبار وضعهم المهني والاجتماعي المزري والرأفة بحالهم إذا ما أراد فعلا الهدوء لقطاعه.