بمبادرة من بلدية الجزائر الوسطى وبالتنسيق مع مؤسسة مفدي زكرياء تم أول أمس بقاعة سينما '' لالجيريا'' بالعاصمة بمناسبة حلول ذكرى عيدي الاستقلال والشباب عرض شريط وثائقي من إخراج سعيد عولمي، تناول فيه المسيرة النضالية لشاعر الثورة التحريرية مفدي زكرياء الذي نقش التاريخ اسمه بماء الذهب.حيث استعرض هذا الفيلم حياة الشاعر مفدي زكرياء النضالية، شهادات حية أدلى بها كبار المسؤولين في مختلف الدول العربية منهم سفراء وباحثون وصحفيون ورجال سياسة وإعلاميون وكذا أصدقاء الصبى والكفاح المسلح منهم الفيلسوف علي الإدريسي من المملكة المغربية، والباحث أحمد حمدي من الجزائر، وسفير تونس، ورضا مالك، ولمين بشيشي... فمن نشاطه في حزب نجم شمال إفريقيا الذي كان تحت قيادة مصالي الحاج وفي مختلف الحركات الشبانية كالشبيبة الدستورية بتونس إلى الأمانة العامة لحزب الشعب الجزائري الدي كان فيه مناضلا فاعلا امتاز بنشاطه الأدبي وعمله السياسي، اعتقلته السلطات الإستعمارية وأودعته في غياهب سجن باربروس بالعاصمة حيث نظم قصيدته المشهورة ''الذبيح الصاعد'' التي رثى فيها أول شهيد بالمقصلة وهو أحمد زبانة وذلك سنة 1956 رفيقه في النضال العسكري والسياسي إبان الثورة، مرورا بأول بزوغ فكرة نظم نشيد ''قسما'' الذي اتخذ من دمه حبرا ومن قلبه قرطاسا وقدمه هدية مباركة للشعب الجزائري لشحذ الهمم وتعبئة النفوس وشحنها ضد تواجد العدو الفرنسي على أرض الجزائر، فاستقبله الثوار بحفاوة متأججة تغذيها روح العداء ضد من أراد اغتصاب النفوس البريئة وخدش نخوة وكرامة شعب يناضل من أجل تحقيق مصيره. اسمه الحقيقي زكرياء بن سليمان الشيخ، عرف واشتهر باسمه الأدبي مفدي زكرياء هو حفيد الشيخ محمد بن يوسف أطفيش قطب الأئمة، ومن مواليد بني يزقن بولاية غرداية سنة 1908 بدأ دراسته في مسقط رأسه حيث اتم حفظ القرآن وهو طفل صغير. وبحلول عام 1920 التحق بالبعثة العلمية الميزابية إلى جامع الزيتونة في تونس، نشرت صحف عربية أول قصيدة له سنة 1925 بعنوان ''إلى الريفيين'' ناصر فيها الحركة التحررية للزعيم المغربي عبد الكريم الخطابي، ثم انخرط في عدد من الأحزاب والمنظمات الشبانية داخل الوطن وفي تونس، والمغرب. وللشاعر مفدي زكرياء اسهامات جادة في ترسيخ قيم المواطنة وظل على هذا الحال إلى ان وافته المنية في ال 17 من شهر أوت عام 1977 بتونس ثم نقل جثمانه الطاهر إلى أرض الوطن، ووري الثرى بمسقط رأسه تاركا وراءه تراثا أدبيا منه ديوانه المشهور '' اللهب المقدس'' إلى جانب إنتاجه النثري لكن يبقى الكثير من إنتاجه مبعثرا بين الإذاعات والتلفزة والجرائد الوطنية خاصة في بلدان المغرب العربي.