ذكرت تقارير صحفية أن هناك مخاوفا بدأت تلوح في الأفق من عودة العنف الطائفي إلى الساحة العراقية مجددا في ظل الخلافات الحادة التي افرزتها نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 مارس الجاري، في ظل استمرار تفوق ''القائمة العراقية'' التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، على قائمة ''دولة القانون'' بزعامة رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي، بعد فرز حوالي 95٪ من أصوات المقترعين. وجاءت هذه المخاوف في أعقاب تهديدات المالكي، الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية، وتلويحه صراحة بتدخل الجيش وعدم تسليمه السلطة في حالة عدم فوزه في الانتخابات وفشله في التمديد له لولاية ثانية، في وقت توقعت فيه أوساط سياسية عراقية وأمريكية ''تعثر'' عملية انتقال السلطة سلميا من حكومة المالكي إلى الحكومة القادمة، الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة قد تؤدي في النهاية لإشعال حرب أهلية تنتهي بتقسيم العراق على أسس طائفية، في سياق متصل، قالت عالية نصيف جاسم مرشحة القائمة العراقية، إن ''الرجوع إلى زمن الدكتاتورية وفرض حالة الترهيب والتهديد، من خلال الدعوة إلى ولاية ثانية يعيق تسليم السلطة، فهو لا يعبّر عن رغبة في تحقيق مصلحة العراق أولا، بل يعبّر عن مصلحة شخصية''، وأضافت أن ''الشعب العراقي تعب من الدكتاتورية ومن شخصنة الأمور، وعليه يجب الإيمان بتداول المناصب سلميا دون اللجوء إلى أسلوب التهديد والوعيد''. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يعرقل فيها حزب الدعوة الإسلامية تسليم السلطة سليما في العراق، فقد سبق لإبراهيم الجعفري الأمين العام السابق للحزب ورئيس الوزراء الأسبق، أن أصر على التمديد له لولاية ثانية بعد انتخابات ديسمبر ,2005 مما أدخل العراق في أزمة سياسية بعد إصرار التحالف الكردستاني على عدم التمديد للجعفري، وبعد أشهر من المفاوضات تم تسمية المالكي رئيسا للوزراء بدلا منه. وكان المالكي قد دعا مفوضية الانتخابات في العراق إلى إعادة فرز الأصوات في الانتخابات يدويا، وقال في بيان ''أدعو المفوضية إلى الاستجابة الفورية لمطالب هذه الكتل حفاظا على الاستقرار السياسي والحيلولة دون انزلاق الوضع الأمني في البلاد وعودة العنف''، وأضاف أنه يطلب ذلك ''من أجل حماية التجربة الديمقراطية والحفاظ على مصداقية العملية الانتخابية بصفتي المسؤول التنفيذي المباشر عن رسم وتنفيذ سياسة البلد وبصفتي القائد العام للقوات المسلحة''، وحول رد الفعل الأمريكي على ما يحدث حاليا في العراق، نقلت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية عن مسؤول عسكري أمريكي لم يكشف عن اسمه لحساسية الموضوع، أن المالكي وحلفاءه ''يعتقدون بأنهم يخسرون، وهم لا نية لديهم لتسليم النظام''، وأضاف ''هؤلاء الناس كانوا في المنفى، وقد وصلوا إلى سدة الحكم في غضون ليلة وضحاها، لأننا أعدناهم إلى السلطة، والآن هم سيخسرون السلطة عبر الانتخابات، ويبدو أنه لن يكون هناك انتقال سلميا للسلطة''.