لم تستطع الأدوية الجنيسة منافسة الدواء المستورد والوصول إلى المواطن العادي بسبب ثقافة الاستهلاك السائدة لدى المواطن الجزائري التي ترى أن كل ما هو مستورد أجود وأكثر نفعا من المنتوج المحلي. لكن ورغم انتعاش نسبة الإقبال علي الدواء الجنيس بسبب ضعف ميزانية المواطن التي لا تسمح باقتناء الدواء المستورد، إلا أن فئة واسعة من المواطنين لا تزال مترددة حول الموضوع وهو ما دفع بالمجمع الجزائري للأدوية صيدال إلى إطلاق حملات تحسيسية موجهة للمواطنين والمختصين في المجال الطبي للتشجيع على اقتناء واستهلاك الدواء الجنيس. أطلق المجمع الوطني للأدوية ''صيدال'' حملة تحسيسية وتوعوية موجهة لفائدة المواطنين تهدف إلى تشجيعهم على اقتناء الدواء الجنيس واستعماله دون أي خوف. وفي هذا الخصوص أكد السيد لزهر خلايفية، مدير فرعي بالمجمع الوطني للأدوية صيدال، أن أحسن طريقة للتعريف بالدواء هو القيام بحملات توعوية وتحسيسية عبر وسائل مختلفة أهمها الإعلام والملصقات وتنظيم أبواب مفتوحة دون أن نغفل توجيه رسالة إلى العاملين في هذا المجال من أطباء وصيادلة بغية تشجيع استهلاك الدواء الجنيس بحكم أنهم الأقرب إلى المواطن والأكثر احتكاكا به، حيث أكد السيد خلايفية في هذا الخصوص أن فعالية الدواء الجنيس لا تقل أبدا عن فعالية الدواء المستورد عكس ما يشاع عنه وأن أسعاره تبقى في متناول فئات عريضة من المجتمع. وأضاف السيد خلايفية أن الحملة التحسيسية تهدف إلى إشراك الطبيب والصيدلي في عملية التحسيس بحكم تعاملهم المباشر مع الطبيب وهو ما يضمن للمجمع إيصال فكرته بشكل أوضح وأسرع للمواطن وبشكل أكثر ايجابية، حيث من المعروف ان المريض يتقبل نصائح الطبيب والصيدلي بصورة تلقائية. تحسيس الطبيب لضمان تقبل المواطن يسعى مجمع صيدال، حسب السيد خلايفية وبالتعاون مع الشركاء الاجتماعيين، إلى تحسيس كافة الأطباء بضرورة ترقية الدواء الجنيس واستغلال جميع الوسائل التي تقع تحت صلاحية قطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي فيما يخص ميكانيزمات التعويض التي تعطي الأولوية للأدوية الجنيسة وكذا السعر المرجعي للأدوية الذي يبنى على أساس متوسط أسعار هذه الأدوية محلية أو مستوردة، مما يشجع المواطن على استهلاكها أكثر من غيرها. وأرجع السيد خلايفية التخوف من استهلاك الدواء الجنيس بالدرجة الأولى إلى نقص ثقافته لدى المواطن المستهلك والأطباء على حد سواء. ولحل هذه المعضلة ذكر السيد خلايفية أنه لابد من تضافر جهود كل الأطراف المشتركة في هذا المجال ولاسيما وزارة الصحة والضمان الاجتماعي والشركاء لذا كان لزاما علينا زرع ثقافة بديلة لدى المواطن لإقناعه بالدواء المنتج محليا، خاصة ما تشير إليه إحصاءات مجمع صيدال، حيث إن نسبة الأدوية الجنيسة في الجزائر تمثل 75 بالمائة من حجم السوق الجزائرية بأثمان أقل بكثير من الأدوية الأصلية، وأن جل المؤسسات المصنعة للأدوية في الجزائر تسعى إلى إنتاج الدواء الجنيس بدعم الدولة بشكل جعلها تغطي احتياجات السوق من الأدوية المستهلكة بكثرة، فيما تظل سياسة توجيه المستهلك بحاجة إلى تعاون كل من وزارتي الصحة والعمل. ويعتمد نجاح الأدوية الجنيسة على انتهاج سيل لاستنباط حلول أخرى كتعديل السعر المرجعي مع تعديل هوامش الربح ومراجعة تطبيق الأسعار المرجعية. ويبقى الرهان الأكبر على نجاح سياسة الأدوية الجنيسة ،وهو ما أكده العديد من المختصين في هذا المجال، هو تحسين ثقافة استهلاك الدواء الجنيس فهي متدنية جدا في الجزائر بسبب تخوف المواطن من عدم فعاليتها مقارنة مع الدواء المستورد وهو ما ينفيه المختصون.