تجد الأدوية الجنيسة والى اليوم صعوبة في إيجاد طريقها إلى المواطن العادي بسبب ثقافة الاستهلاك السائدة في المجتمع الجزائري ، القائمة على أساس أن كل ماهو مستورد أحسن من المحلي ، ورغم انتعاش نسبة الإقبال عليه بسبب ضعف ميزانية المواطن التي لا تسمح باقتناء الدواء المستورد ،غير أن شريحة واسعة لا تزال مترددة حول الموضوع . وارجع في هذا الإطار ممثلو المخابر الصيدلانية في الجزائر ممن تحدثوا مع »الشعب« على هامش الصالون الدولي للأدوية الجنيسة الذي تم اختتامه نهاية الأسبوع الماضي ،التخوف من استهلاك الدواء الجنيس بسبب نقص ثقافته لدى المواطن بالدرجة الأولى بالنسبة للمستهلك والأطباء على حد سواء ،ولحل هذه المعضلة قال محدثونا لابد من تظافر جهود كل الأطراف المشتركة في هذا المجال سيما وزارة الصحة والضمان الاجتماعي والشركاء لذا كان لزاما حسبهم زرع ثقافة بديلة لإقناعه بالدواء المنتج محليا من خلال سياسات مختلفة . كما واجمع جل المنتجين الصيدليين أن سياسة استهلاك واستيراد الأدوية الجنيسة في الجزائر تثير ردود أفعال مختلفة خاصة من جانب المنتجين الجزائريين خشية تضاعف المتاعب التي قد تواجههم بسبب استيراد هذه الأدوية ،بعد اعتيادهم إنتاجها لسنوات طويلة بعد أن تحولت واحدة من محاور اهتمام أكثر من وزارة نظرا لشموله بالجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية في أن واحد خاصة بعد دعم الدولة لهذه السياسة في إطار برنامج تشجيع استخدام الدواء الجنيس بدلا عن الأساسي في مدونة الأدوية المسجلة بهدف عقلنة مصاريف الضمان الاجتماعي . وفي إطار توجيه المستهلك إلى هذا النوع من الأدوية بتموين المستشفيات عن طريق الصيدلة المركزية للمستشفيات والتي تعطي الأولوية لاستيراد الأدوية الجنيسة غير المنتجة محليا أفادت مصادر وزارية أن وزارة الصحة قامت بمنع كافة المتعاملين من استيراد أي منتوج محلي يغطي احتياجات السوق ، لتصبح بذلك نسبة الأدوية الجنيسة المتداولة في المستشفيات تقدر ب 20 الى 25 بالمائة من الحجم الإجمالي للسوق. وتسعى الوزارة حسب ذات المصدر وبالتعاون مع الشركاء الاجتماعيين إلى تحسيس كافة الأطباء بضرورة ترقية الدواء الجنيس ،واستغلال جميع الوسائل التي تقع تحت صلاحية قطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي فيما يخص ميكانيزمات التعويض التي تعطي الأولوية للأدوية الجنيسة وكذا السعر المرجعي للأدوية الذي يبنى على أساس متوسط أسعار هذه الأدوية محلية أو مستوردة ،مما يشجع المواطن على إستهلالكها أكثر من غيرها . من جانبهم وفي إطار السياسة التي انتهجتها الوزارة لدعم إنتاج الأدوية الجنيسة عبر عدد كبير من الصيادلة والمخبرين عن ارتياحهم لهذه السياسة التي تنتهجها الدولة والتي منحت مجالا أوسع من الحرية والاستقلالية في مجال إنتاج الأدوية محليا بعد سنوات من احتكار الدول الغربية المصنعة، التي كلفت الدولة والمواطن ميزانيات باهظة. مؤكدين في ذات الصدد أن جل الدراسات أثبتت نجاعة الأدوية الجنيسة المصنعة في الجزائر وتطابقها من حيث الجرعة والشكل الصيدلي ،الأمان التركيز والفعالية الجودة وطريقة التعاطي ودواعي الاستعمال ،كما اثبت أن عدد منها أحسن من تلك المستوردة مما يزيل التخوف من استعمالها . وأشار في هذا الصدد مدير مخبر حكمة انه لا فرق بين هذه الأدوية وبين الأدوية الأصلية ،موضحا أن دراسة التكافؤ والتوازن البيولوجي مع المركب الأصلي أثبتت كل الأدوية المنتجة محليا مع التركيبة الأصلية ،وأنها بنفس نجاعتها وفعاليتها . من جانبه أوضح ممثل المخبر الجزائري /لام/ المصنع للأدوية الجنيسة أن هذه الأخيرة تحمل ذات المواصفات والتركيبات والخصائص ،بل أن بعضا من الأدوية الجنيسة تكون أقل تسببا في الأعراض الجانبية التي تحملها الأدوية الأصلية ناهيك عن نقص تكلفتها التي تصل أحيانا إلى ثلث سعر الدواء الأصلي مما يجعلها في متناول الجميع . من جانبه أكد المدير العام للصيادلة أن نسبة الأدوية الجنيسة في الجزائر تمثل 75بالمائة من حجم السوق الجزائرية بأثمان أقل بكثير من الأدوية الأصلية مبرزا أن جل المؤسسات المصنعة للأدوية في الجزائر إلى إنتاج الدواء الجنيس بعد دعم الدولة بشكل جعلها تغطي احتياجات السوق من الأدوية المستهلكة بكثرة فيما تظل سياسة توجيه المستهلك بحاجة إلى تعاون كل من وزارتي الصحة والعمل . ويظل نجاح الأدوية الجنيسة مرهون بتعديل السعر المرجعي مع تعديل هوامش الربح ومراجعة تطبيق الأسعار المرجعية يبقى الرهان الأكبر على نجاح سياسة الأدوية الجنيسة حيث يبقى المرسوم الحالي المعمول به في السوق الجزائرية والمتعلق بهوامش الربح يتناقض مع سياسة الدولة في هذا المجال ،لأنه يشجع على استهلاك الدواء الأصلي حيث أن اعتماد أسعار مرجعية أقل بالنسبة للأدوية ستوجه الطبيب والصيدلي بصفة تلقائية إلى وصف الدواء الجنيس حسب ما أكده ل »الشعب« الأمين العام للنقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة على هامش الصالون