انفضت القمة العربية على أنغام قادمون ياقدس كما بدأت قبلها قمم وقمم، عرفت كما عرف أخواتها مبادرات تلو المبادرات وغيابات تلو الغيابات، فواحد اختار التطبيب لما أزفت الآزفة، والآخر اختار ختان أولاده، وآخر وآخر على وزن قمم قمم، حتى أن رئيس الدولة الورقية المعروفة بالسلطة الوطنية الفلسطينية ربط حضوره القمة بعدم دعوة وفد عن حركة حماس، فضلا عن التمسك بما يسمى بمبادرة السلام العربية التي غاب حتى عرابوها عن المشهد مرضا وتمارضا. ورغم إقرار الجميع بفشل العمل العربي المشترك، إلا أن رئيسا عربيا عجز حتى عن حل مشكلات بلاده راح يقترح المبادرة تلو الأخرى من أجل تفعيل هذا المسمى بالعمل العربي المشترك الذي دوخ الكثيرين، ولم يكفهم ستر فضائحهم البينية حتى أنهم أشهدوا عليهم الروم والعجم الذين يملكون كثيرا أوراق تحريك اللعبة السياسية في المنطقة العربية عموما، ومنطقة الشرق الأوسط بالخصوص. ومما يسيل دمع الاستهزاء، ويحيي العظام وهي رميم دعوة الأمين العام للجامعة المصرية -عفوا- العربية إلى الرفع من ميزانية الجامعة قبل تحويلها إلى اتحاد عربي أو اتحاد الدول العربية على خلاف بين الأعضاء، بحجة استغلال الطفرة النفطية العربية لتعزيز العمل العربي المشترك، وحماية القدس من التهويد وتحرير فلسطين من استعمار قراراتها قبل استعمار أراضيها من قبل الصهاينة. وأنا أتابع بشغف مجريات القمة العربية للضحك قليلا والبكاء كثيرا مع أحد الضيوف ونحن نتباحث مفاهيم العمل العربي المشترك، ليدلني ببساطته وعفويته إلى أن العمل العربي المشترك لا تخرج مصطلحاته عن زندقة صاحب الأغاني وإباحية الجاحظ والكتابة في لحظة عري في زمن اتحد فيه اليهود والتايهوديت وتفرق فيه العرب عن كل شيء إلا في التعري.