أفادت مصادر متطابقة أن محيط السفارة الفرنسية بنواكشوط كان نهاية الأسبوع الماضي مسرحا لمحاولة اختطاف سيارة لأجانب سمعت خلالها أصوات إطلاق للنار. وحسب ذات المصادر نقلا عن وسائل إعلامية فإن مسلحين ملثمين حاولا مع حلول الظلام اختطاف سيارة لرعيتين من جنسية لبنانية بعد إنزالهما منها من أمام منزلهما الواقع قبالة مبنى السفارة قبل أن يتم اكتشاف الأمر من قبل حارس منزل مجاور الذي قام باستدعاء وحدة من الشرطة وليفر بعدها مباشرة المسلحان ويختفيا بعيدا عن الأنظار. وكان الملثمان قد أطلقا طلقة نارية قبل أن يلوذا بالفرار في سيارة كانت تنتظرهما قرب مكان الحادث بعد أن استعصى عليهما اختطاف مواطنتين فرنسيتين من أصل لبناني كانتا قرب مطعم لهما أمام السفارة الفرنسية بنواكشوط. إلى ذلك رجحت مصادر صحفية بنواكشوط نقلا عن أطراف أمنية أن تكون العملية ذات صلة بمشروع إرهابي. وأشار المصدر إلى أن استخدام السلاح ونوعية المستهدفين يضعان بدون شك بصمات القاعدة وينفيان طابع التلصص، لكن السلطات الأمنية لا تزال تتكتم على طبيعة الفارين، وتتحاشى إعطاء أي معلومة عن العملية من أجل التمكن من القبض عليهما في أقرب وقت ممكن في الوقت الذي ما زال فيه التحقيق الأمني متواصلا، وتزامن مع طوقي أمني مشدد بمحيط الحادث. وصرح شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية بأن فرنسيين اثنين نجيا من محاولة اختطاف وقعت يوم الأربعاء الماضي في موريتانيا التي اختطف فيها عدد من الأوروبيين منذ أواخر عام .2009 وقال شهود العيان إن الناجيين فرنسيان من أصل لبناني، وقد تمكنا من الفرار من خاطفيهم في حوالي الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلى في مكان لا يبعد كثيرا عن السفارة الفرنسية في نواكشوط. وقد حاول مسلحان إجبار الفرنسيين على الخروج من سيارتهما، ولكنهم لم ينجحا في ذلك. ثم اختفى الرجلان المجهولان وسط الغابات بعد أن أطلقوا رصاصة أو رصاصتين في الهواء. وقال شهود العيان إن الشرطة التي كانت تقوم بدورية في المنطقة وصلت إلى مكان الحادث للقبض على المهاجمين، وبدء عملية مطاردة للإمساك بهما، وأضافوا أن جميع الطرق المؤدية إلى البعثة الدبلوماسية الفرنسية قد أغلقت. تجدر الإشارة إلى أن خمس رهائن أوروبيين اختطفوا في موريتانيا في شهري نوفمبر وديسمبر وهم ثلاثة أسبان وايطاليان، وفي الشهر الماضي، أطلق سراح الرهينة الإسبانية أليسيا جاميز بعد أن قضت 101 يوم تحت أسر ما يسمى بتنظيم قاعدة المغرب الذي مازال يحتجز الرهائن الأربع الآخرين في الأجزاء الشمالية من مالي.