مختار بلمختار (خالد أبو العباس) المكنى "الأعور" " أكد مصدر من محيط عائلة مختار بلمختار (خالد أبو العباس) المكنى "الأعور" أمير "كتيبة الملثمين" والمنطقة التاسعة (الصحراء) في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا، أن والدته انتقلت إليه قبل أيام بمقر إقامته شمال مالي، ومكثت عنده حوالي 4 أيام. * *اغتيال اثنين من أخطر قطاع الطرق بالنيجر كان وراء اختطاف السياح الأجانب * ونقلت عنه تجديد تمسكه بوقف النشاط المسلح منذ دخوله في "هدنة غير معلنة" منذ حوالي 3 سنوات بعد انسحابه من التنظيم تحت إمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود)، وأضافت المصادر التي أوردت الخبر ل"الشروق" نقلا عن والدة بلمختار، أنه أكد لها قناعته بعدم جدوى الاستمرار في العمل المسلح، لكنه يرهن تسليم نفسه للاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية ب"ضمانات حقيقية" من الرئيس بوتقليقة، خاصة بعد أن تعثرت المفاوضات التي باشرتها جهات أمنية رفيعة المستوى مع جماعة بلمختار قبل سنتين، لكن مصدرا موثوقا أشار الى أن أحد أعيان الجنوب وكبار التجار الذي تربطه صلة بلمختار تنقل قبل أسبوعين الى العاصمة ويكون التقى كبار مسؤولي الأمن وأفادهم بأخر تطورات ملف بلمختار ولا يستبعد أن يكون قد نقل لهم رسالة من "الأعور" على خلفية أنه التقى به في وقت سابق وقاد مفاوضات لإقناعه بالإستفادة من المصالحة، واتصلت "الشروق" هاتفيا بالمعني الذي تحفظ عن تقديم أدنى تفاصيل عن الموضوع، واكتفى بالقول أن "بلمختار في سلم". * * بلمختار التزم بوقف نشاطه المسلح واستقر في شمال مالي * ويكون مختار بلمختار قد ترك الخيار لأتباعه لتسليم أنفسهم والاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية، ولا تتوفر معلومات حول اتصالات تكون جارية بين حسان حطاب ومختار بلمختار مؤخرا في إطار التحركات التي يقوم بها حطاب مع مساعديه السابقين، حيث كان حطاب قد اتصل آخر مرة ب"الأعور" نهاية 2004 بعد قرار هذا الأخير اعتزال العمل المسلح عند تعيين درودكال أميرا وطنيا للتنظيم الإرهابي. * ولا يستبعد متتبعون للشأن الأمني، أن تكون التحركات الأخيرة على صلة بمضمون الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية خلال أداء اليمين الدستورية وأكد فيه على ترقية المصالحة الوطنية وسبق أن أعلن خلال حملته الانتخابية عن إصدار عفو شامل من خلال استفتاء شعبي يمس برأي مراقبين أتباع حسان حطاب، حيث كان بلمختار قد طالب في المفاوضات السابقة بإصدار عفو شامل عن أتباعه الأجانب. * وفي موضوع متصل، كان بلمختار قد التزم بوقف النشاط المسلح منذ سنة 2004، وبرز في قضية اختطاف الرهينتين النمساويتين التي كان له دور فيها بمقايضة الإفراج عنهما مقابل إطلاق سراح اثنين من أتباعه من جنسية موريتانية كانا معتقلين لدى الأمن المالي، ونجح في تجسيد مطالبه، وتشير المعطيات المتوفرة في قضية اختطاف الرهائن التسعة بالنيجر الى "دور" بلمختار مجددا بالنظر لطبيعة المطالب التي لم يشر إليها البيان الصادر عن التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" تحت إمرة درودكال الذي سارع الى تبني العملية كما فعل تماما مع اختطاف السائحين النمساويين. * * "الأعور" لم يكن مهندس الاختطافات لكنه "استثمرها" لاسترجاع أتباعه * ويسعى بلمختار الى استغلال هذه الاختطافات للضغط على السلطات المالية الذي يملك علاقات نافذة مع مسؤولين فيها للإفراج عن أتباعه لعلاقته الوطيدة بهم. * ويشار الى أن بلمختار ليس مهندس هذه الاختطافات التي تخطط لها جماعة من قطاع الطرق بالصحراء لبيعهم الى جماعة يحيى جوادي (يحيى أبو عمار)، أمير الصحراء خلفا لبلمختار، والمدعو "حمادو عبيد" المكنى "أبوزيد" أمير "كتيبة طارق بن زياد" اللذان ينشطان في الصحراء والولايات الحدودية. * وكان "درودكال" قد حث أتباعه على تكثيف عمليات اختطاف الأجانب للحصول على فدية في ظل العجز المالي الذي يواجهه والتضييق على نشاطه بمنطقة الوسط، حيث تتواجد معاقله الرئيسية، لكن جماعة "بلمختار" تتدخل كل مرة على الخط في ظل نفوذها في منطقة الساحل وأيضا بحكم علاقة القبيلة التي تربطها علاقة مصاهرة ببلمختار بمسؤولين في أجهزة الأمن المالية. * وأفادت مصادر متطابقة، أنه تم العثور على جثتي اثنين من أخطر قطاع الطرق بصحراء النيجر، تنسب إليهما عملية اختطاف السياح الأجانب لصالح جماعة درودكال بصفتهما "مرتزقة"، وتم العثور على جثتيهما داخل سيارتهما من نوع "تويوتا ستاشن" بعد اغتيالهما رميا بالرصاص "في ظروف غامضة"، ويرجح أنه تمت تصفيتهما، وصرح نهاية الأسبوع، الرئيس المالي أمادو توري خلال حفل استقبال الرهائن الأربعة المفرج عنهم، أن "كندا لم تطلب أبدا مساعدتنا وهي المرة الأولى التي تطلب فيها تدخلنا وكان من واجبنا المساهمة في حل القضية"، لكنه لم يشر الى خلفيات الإفراج وعدم إطلاق سراح اثنين آخرين لايزالان محتجزين، كما التزم الرهائن المفرج عنهم الصمت ولم يدلوا بأي تصريح للصحافة الأجنبية، وكان المندوب الأممي يضع نظارات سوداء ويحمل لحية كثيفة حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.