ولجت المرأة الجزائرية عالم الشغل من جميع أبوابه المختلفة فلم تترك مجالا إلا وغاصت متخصصة فيه، وراحت نسبة النساء العاملات في الجزائر تزداد سنة تلوى الأخرى إلى درجة باتت تشكلن فيها الأغلبية في بعض المهن، على غرار السلطة الرابعة، بحيث تظهر آخر الإحصائيات المعلن عنها من قبل وزارة الاتصال لسنة 2009 أن نسبة النساء الإعلاميات تشكل أكثر من 60 في المائة من نسبة العاملين في قطاع الإعلام ككل. لكن لا تهم النسب بقدر ما تهم نضالات الصحفيات الجزائرية في مسيرة إثبات الذات، على حدّ تعير البعض من الممارسات في الصحافة المكتوبة بالقطاع الخاص، ممن فتحن قلوبهن ل''الحوار''. تمكنت المرأة الصحفية في الجزائر من اختراق جدار الصعوبات الاجتماعية والشخصية التي زال الكثير منها مع مرور الزمن، من تدني تقدير المجتمع لها، تعدد الالتزامات الأسرية، العادات والتقاليد، تحفظ الأسرة وعدم تشجيعها، العمل لأوقات متأخرة، بلوغ الأماكن البعيدة والتنقل داخل وخارج الوطن، المعاكسات، التحطيم النفسي، عدم الاستقرار، غلاء المعيشة، الخجل، تدني ثقافة المجتمع في التعامل مع المرأة الصحفية، صعوبة تناول وإثارة بعض القضايا خاصة منها تلك التي تمس بالعادات والتقاليد أو ما يصنف منها ضمن خانة الطابوهات، الاختلاط. إذ ترى بعض الصحفيات الجزائريات أن الجزائر حققت تقدما واضحا في مجال استقطاب الساحة الإعلامية للمرأة كيد عاملة مؤهلة. أعمال الصحفيات متميزة مقارنة بالرجال حتى وإن أعابت السيدة ''ن.ل'' صحفية في إحدى اليوميات الوطنية الناطقة بالعربية، توّجه أو توجيه الصحفيات إلى بعض الأقسام أكثر من غيرها كالقسم المحلي أو الثقافي أو المجتمع، والتي يرى الكثير من الرجال الصحفيين أنها أقسام تصلح لأن تعمل فيها المرأة أكثر من الرجل، غير أن ''ن.ل'' أكدت أن أعمال الصحفيات في هذه الأقسام متميزة مقارنة بأعمال الرجال. حيث تنتج الصحافيات في مثل هذه الأقسام مواد إعلامية غاية في الإبداع، تظهرن خلالها قدراتهن وكفاءتهن سواء في التحرير أو التعامل مع المعلومة التي تسعين وراء للحصول عليها من مصادرها الأولية، بالنزول إلى الميدان. وذكرت السيدة ''ن.ل'' ببعض المقالات والروبورتاجات والملفات والتحقيقات الصحفية التي تقمصت في الكثير من الأحيان صحفيات شابات الأدوار لمعايشة الواقع ونقل الحقيقة إلى القراء دون تزييف وتجميل، فمنهم، قالت محدثتنا، من تقمصن شخصية متسولات وأخريات متشردات ومريضات عقليا، ومنهن من عرضن أنفسهن للخطر بدخول أماكن محظورة على العامة وعلى الصحافة تحديدا حتى تنقلن ما يحدث بها خلف الكواليس. وكل هذا يجعلها تجازف بحياتها في سبيل نقل الحقيقة إلى القراء، وتنوير الرأي العام، بإنجاز مادة إعلامية متميزة من حيث المضمون وأسلوب التناول والتقديم. وأوضحت ذات المتحدثة، في اتصال هاتفي ل ''الحوار'' بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير، أن ما وصلت إليه صحفيات اليوم، لا يكاد يقارن بما عانته العديد من الصحفيات اللواتي عايشن العشرية السوداء ودفعن بحياتهن في سبيل إطلاق العنان لأقلامهن وإبداء الرأي الحر، الذي أسال الكثير من حبر أقلامهن التي كانت وراء إسالة دمائهن. الصحفية ''م.ع'' من مجلة اليمامة الإلكترونية: ''الصحافة غيّرت نظرتي إلى المجتمع وفتحت أمامي آفاقا أوسع'' من بين الصحفيات الشابات اللواتي أحببن العمل الصحفي وعشقنه حتى النخاع، أسرت في لقاءها ب ''الحوار'' أنها مستعدة إلى الدخول في العنوسة الاختيارية إذا ما كان الزواج سيقف حائلا بينها وبين وبين مستقبلها المهني. تخصصت الصحفية ''م.ع'' في مجال الصحة والدفاع عن قضايا المرأة، عن طريق نقل واقع حياتها ومحاولتها اقتراح حلول لبعض القضايا التي قد تكون مخرجا للعديد من النساء من مشاكلهن. تقول، أحببت العمل الصحفي منذ مراهقتي وتميزت في التحرير إلى درجة جعلت من أستاذة الدي العربي بإكمالية هارون الرشيد بساحة أول ماي في السنة الثامنة من التعليم الأساسي، تساندني لأطلق مجلة شهرية خاصة بالقسم لتعمم فيما بعد على المدرسة أطلقت عليها ''العلم والعمل''، أنهيت دراستي الثانوية والجامعية بتفوق، وخضعت لتكوين بالموازاة في فنيات وتقنيات التحرير الصحي لصقل موهبتي، وأزاول اليوم في الصحافة المكتوبة في إحدى اليوميات الوطنية الناطقة بالعربية، وفي مجلة اليمامة الإلكترونية. وأضافت محدثتنا لا أنوي أبدا أن أترك في يوم من الأيام العمل الصحفي. ث. م