تتميز حلية ''السخاب'' عن باقي الحلي الجزائرية لا في شكله الجميل وحسب، وإنما يزداد عنها برائحة مميزة عطرة، تفرض على من لم يلحظ ارتداء المرأة له أن يتفطن لذلك من خلال رائحته. وتعرف هذه التحفة اليوم حسب ما أكده صانعوه منافسة شديدة من تلك المقلدة، والتي تباع بأسعار جد منخفضة في متناول الجميع، علما أنها شرط أو ركيزة أساسية في مكونات جهاز العروس بمختلف مناطق الشرق الجزائري. هو عبارة عن عقد طويل متكون من أحجار تطلق رائحة طيبة وتختلف ألوانها من الأسود إلى البني الغامق إلى الأخضر الداكن، قال السيد بلال عبد الباقي صائغ مختص في صناعة الفضة و''السخاب'' بولاية خنشلة، في وصفه لهذه الحلية في لقاء جمعه ب''الحوار'' خلال الصالون الدولي الخامس للحرف والصناعات التقليدية الذي احتضنه قصر المعارض الدولي بالعاصمة بداية أفريل المنصرم. ارتفاع سعر المادة الأولية وراء غلاء ''السخاب'' يتجاوز سعر ''السخاب'' 10 آلاف دينار، السبب الذي يجعل الكثير من العائلات المتوسطة الدخل والفقيرة إلى الادخار لسنوات من أجل التمكن من اقتنائه لبناتها، فمنذ سن المراهقة تحضر العائلة لاقتناء ''السخاب'' لبناتها ليكون حاضرا يوم الخطبة أو الزفاف. لكن ومع تدهور الوضع الاقتصادي للكثير من العائلات في السنوات الأخيرة تضطر هذه الأخيرة إلى البحث عن أنواع منخفضة الثمن، فالمهم هو امتلاك العروس له، دون الاهتمام إذا ما كان من النوعية الجيدة أو الأصلية كما يقال أو من تلك المقلدة التي لا تستعمل فيها مواد أصلية أو ينقصها مكون من المكونات، حسب ما أكدّه بلال عبد الباقي. وأضاف محدثنا أن أسعار المواد الأولية المستعملة في صناعة ''السخاب'' لا تنفك ان ترتفع أسعارها من شهر لآخر ومن سنة لأخرى، ما يتسبب في ارتفاع سعر الحلية في النهاية، فلا يعقل أن نبيع بأسعار منخفضة. ويتجاوز سعر المادة الأولية 4 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد وهي عبارة عن حبات تشبه حبات القمح لكنها تفوقها حجما بمرتين أو ثلاث مرات أحيانا، وعلى عكس ما يعتقده الكثير من الناس ممن هم بعيدون عن الميدان أو من لا ينحدرون من الشرق الجزائري، تلك الحبات ليست أحجارا طبيعية، أي لا توجد على حالتها تلك في الطبيعة، بل هي من صنع وإبداع الإنسان. وعن مكوناتها أوضح محدثنا أنها تتكون من مادة القمح والطيب والقرنفل تعجن جميعها بالمسك الطبيعي المستقدم من شبه الجزيرة العربية، وتختلف رائحة ''السخاب'' ولونه باختلاف نوع المسك المستخدم في عجنها، فهناك الأسود والأصفر، والبني القاتم والفاتح والأخضر الداكن، وتصنع منها حبات في شكل حبة قمح تكبرها من ناحية الحجم وتترك لمدة طويلة حتى تجف تماما، فصنع المادة الأولية يكون بطريقة يدوية، علما أن العاملين في صناعتها في تناقص مستمر على الرغم من عدم توقف الطلب عليها. والأصل أن يقوم الصاغة بثقبها من أجل جمعها في خيط سواء صوفي وفقا للتقاليد أو خبط خاص للصيد وهو ما يعرف بالسبيب تتخللها قطع من الفضة مشببة بالنحاس الأصفر. ولا بتجاوز في الحقيقة وزن ''السخاب'' الواحد 250 غرام لكنه يتجاوزه إلى أن يصل ف 500 غرام في بعض الحالات من أجل التباهي لدى العائلات الغنية. الكراء حل للعائلات الفقيرة من جهته وفي لقاء له ب ''الحوار''، أكد عودة سبتي صاحب محل لصناعة لحلي التقليدية لولاية خنشلة، أن ''السخاب'' قطعة أساسية من قطع جهاز العروس لا يمكن أي فتاة من الشرق الجزائري أن تقيم تصديرتها دون أن ترتديه رفقة الزي التقليدي. إلا أن غلاء هذا النوع من الحلي جعل الكثير من السر تتوجه نحو اقتناء ما هو مقلد وغير أصلي منه، وبأخرى على كرائه لتمضية المناسبة فقط، على أن يقوم الزوج بشرائه لزوجته بعد الزواج، أي بعد انقضاء العرس. ث. م