لا يرى الكثير من الجزائريين مانعا في أن ترتبط الجزائرية بأجنبي غير أن نصفهم يرون أنه من المهم أن يكون المتقدم للزواج مسلما عربيا، لكن هناك فئة أخرى ضئيلة جدا لا تتجاوز الواحد من عشرة لا تضع شروطا لهذا الزواج المختلط، أما الغالبية العظمى من الأسر الجزائرية فتفضل الزوج الجزائري على الأجنبي. تتحفظ الكثير من الأسر الجزائرية حول موضوع زواج بناتهم من أجنبي، وحسب دراسة قدمها مؤخرا مركز الإعلام والتوثيق حول حقوق المرأة والطفل ''سيداف''، فان نصف عدد المواطنين البالغين الذين شملتهم الدراسة لا يرضون بزواج الجزائرية من أجنبي إلا إذا اقترن بشروط ذات طبيعة دينية، كأن يكون المتقدم للزواج مسلما عربيا، مع التركيز أكثر على ديانته وبالمقابل فإن ثلث من شملتهم الدراسة يرفضون رفضا تاما فكرة زواج الجزائرية بأجنبي . شيوع الظاهرة في الآونة الأخيرة تبقى الإناث أكثر انفتاحا في مسألة الزواج بأجنبي رغم أن شيوع زواج الجزائري بأجنبي، وعدم اصطدام هذه الفكرة بطبيعة المجتمع الجزائري الذي يتقبل ببساطة فكرة زواج أحد أبنائه من أجنبية حتى وإن لم تكن مسلمة، إلا أن الأمر يختلف تماما بالنسبة للمرأة، فكثير من الأسر ترفض فكرة زواج بناتهن من أجنبي حتى وإن كان مسلما وعربيا، إلا أنه وخلافا للشائع فقد شهدت السنوات القليلة الماضية شيوع هذا النوع من الزواج، وفي مناطق مختلفة من الوطن، حيث أصبح تواجد العمالة العربية اكبر من ذي قبل وهو ما شكل نقطة لبداية علاقات من هذا النوع، حيث أصبح زواج الجزائرية من أجنبي حدثا عاديا، خاصة وأن القانون الجزائري يمنح الفرصة للزوج الأجنبي وأبناءه من أم جزائرية من الاستفادة من الجنسية الجزائرية والإقامة في الجزائر، ويأتي الفلسطينيون والسوريون في مقدمة المرتبطين بجزائريات، تليها جنسيات عربية أخرى من دول الخليج وغيرها، أما الجنسيات الأجنبية الأخرى فهي قليلة لكنها موجودة، خاصة في الآونة الأخيرة، حيث شهدت الجزائر إسلام عدد كبير من الأجانب مثل الصينيين وغيرهم من عمال الشركات الكبرى الذين تزوجوا من جزائريات بعد إسلامهم . الثقافة والمحيط يتحكمان في الظاهرة تختلف مواقف الجزائريين إزاء الزواج المختلط حيث تتفاوت نسبة الرفض والقبول من منطقة الى أخرى، فالجهة او محيط الأسرة يؤثر بشكل كبير على قبول او رفض الزواج بأجنبي، وتؤكد الدراسة أن المنطقة الغير مشروطة تكون في الغالب في المناطق الحضرية، أما في باقي أغلب مناطق الوطن فان الموقف الوسط او المعتدل هو السائد، غير انه لا يخلو تماما من شرط الدين كما ان ارتفاع مستوى التعليم له تأثير قوي على تحديد الموقف الذي يمكن اتخاذه تجاه هذه المسألة، لكن وخلافا لما يمكن افتراضه فمستوى التعليم الأكثر ارتفاعا لا يؤدي حتما الى مواقف أكثر موافقة وغير مشروطة للزواج المختلط، وإنما أدى في كثير من الأحيان الى ظهور الكثير من المواقف الوسطية لا معادية ولا موافقة بل مقترنة بشروط معينة أهمها الدين، الذي يبقى الشرط الرئيسي في قبول زواج الجزائرية من أجنبي لدى فئة عريضة من المجتمع الجزائري على اختلاف مستوياته التعليمية والمادية، فقد تغفل العائلات الجزائرية أو تتسامح في شروط كثيرة الا الدين، فهو الشرط الوحيد الذي لا يمكنها التساهل معه او التفاوض فيه . س.ح