ذكرت تقارير صحفية أن القاهرة والرياض توصلتا إلى اتفاق غير معلن على اختيار الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لشغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية في حالة تعذر إعادة انتخاب شخصية مصرية تكون بديلا للأمين الحالي، عمرو موسى والذي تنتهي ولايته العام القادم. ويأتي هذا الاتفاق ، حسبما ذكرت مصادر عربية رفيعة في القاهرة، لمواجهة تحرك جزائري قطري لترشيح عبد العزيز بلخادم وزير الدولة حاليا ووزير خارجية سابق، خلفا للأمين العام الحالي عمرو موسى. وكان موسى، الذي تنتهي ولايته الثانية على رأس جامعة الدول العربية في ماي للعام ,2011 أعلن نهاية العام الماضي انه لن يترشح لفترة جديدة. واعتبرت المصادر العربية في القاهرة، أن نقاشا قد جرى أخيرا بين القاهرة والرياض في هذا الشأن، حيث اتفق الجانبان المصري والسعودي على التعاون سويا لحل هذه الأزمة، سواء عبر الإقرار والاتفاق على مرشح مصري جديد يختاره الجانب المصري، وتسوق له المملكة العربية السعودية لدى دول الخليج وبقية الدول العربية في المشرق العربي لتزكيته أو اختياره. وفي حالة تعذر ذلك بسبب معارضة الجزائر وقطر حاليا، فإن الاختيار ربما يقع على الأمير سعود الفيصل كأحد البدائل المعروضة، في مواجهة الضغط الجزائري حاليا لترشيح بلخادم الممثل الشخصي حاليا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ونقلت صحيفة ''الدار'' الكويتية في عددها الصادر أمس الاثنين، عن مصادر دبلوماسية مصرية: ''إننا نعلم جيدا أن هناك اتصالات وتحركات بدأتها الجزائر مبكرا مع قطر وسورية لتزكية بلخادم''، وأن الجزائر تلقت وعودا قطرية وسورية وكذلك من موريتانيا''. وأضافت المصادر: ''الجانب المصري واع حتى هذه اللحظة لكل هذه التحركات، ومازال هناك تمسك مصري بتولي مصر رئاسة وأمانة الجامعة العربية، طالما أنها داخل الأراضي المصرية. وكان مصدر مصري رسمى استبعد في وقت سابق ما يتردد فى بعض الكواليس العربية حول احتمال مطالبة مصر التجديد لموسى لمدة سنتين. وكانت مصادر دبلوماسية مصرية ذكرت في وقت سابق أن خطاب ،عمرو موسى، في افتتاح القمة العربية في مدينة سرت الليبية نهاية شهر مارس الماضي، وإشارته إلى أنه لا يعتزم تجديد بقائه في منصبه رغم أن ميثاق الجامعة يتيح له التمديد عامين إضافيين، جعل القاهرة تسرّع من تحركها على كافة الأصعدة لكي تضمن بقاء المنصب ''مصريا''، في ظل أنباء تتحدث عن رغبة عدد من الدول العربية في تدويره. وقالت المصادر، إن القاهرة وفي الوقت الذي تحاول فيه إقناع موسى بتمديد مهمته فى الجامعة باعتبار ذلك مخرجا من رغبة عدد من الدول العربية تدوير المنصب، فإنها بدأت تتشاور مع عدد من العواصم العربية حول إعداد قائمة مقترحة تشمل خمسة أسماء في حال تعذر التفاهم مع موسى، تشمل بحسب دبلوماسيين مصريين الوزير مفيد شهاب، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، مصطفى الفقى. وكانت تقارير إخبارية ذكرت في وقت سابق أن موسى لن يقبل اقتراحات، أو حتى ضغوط، لتمديد مدة منصبه المفترضة النفاد فى ماي 2011 ولو لمدة عامين، بينما أكد مصدر رسمى مصرى أن تقدير القاهرة هو ''أن موسى ليس منفتحا على فكرة التمديد وأنه يرى أنه فعل ما بوسعه منذ أن قبل بمنصبه والذي تولاه في ماي 2001. أسباب موسى، حسبما قالت مصادر دبلوماسية لصحيفة ''الشروق'' المصرية، نقلا عما أشاروا إليه من قول الأمين العام لجامعة الدول العربية لعواصمهم وعواصم عربية أخرى، إنه غير راغب وغير قادر فى ظل حالة التشرذم العربي التي طالما تحدث عنها بصراحة في أن يستمر فى مهام منصبه. وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط أكد في تصريحات سابقة له أن الأمين العام المقبل لجامعة الدول العربية بعد انتهاء ولاية الأمين الحالي عمرو موسى سيكون مصريا. وقلل أبو الغيط من محاولات بعض الدول العربية تدوير منصب الأمين العام، مؤكدا أن ''هذه المسألة محسومة بالنسبة لمصر..إذا كنا نسعى إلى عمل عربي إلى الأمام دعونا نر أمينا عاما قادرا على العمل في مقر الجامعة في القاهرة. في المقابل، أكد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة ، الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في مرات سابقة أن تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية، بات أمرا منطقيا لا يخضع للعرف. وأوضح بلخادم أن مسألة تدوير المنصب على كل الدول العربية يتماشى مع ''طبيعة المنظمات الإقليمية والدولية عندما تضم أطرافا متعددة، حيث يكون هناك تداول عن طريق الديمقراطية بالاقتراع أو عن طريق التوافق أو عن طريق التزكية في مناصب المسؤولية''.وأضاف ان هذا يحدث ''في الاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وفي منظمة الأممالمتحدة وفي الاتحاد الأوروبي وفي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، هذا يحدث في كل التجمعات، فلماذا لا يحدث في الجامعة العربية؟''.