بلخادم: الجزائر أقوى من كل من يريد إبعادها عن الساحة الدولية'' . حجار ل''البلاد'': التدوير مطروح في وسائل الإعلام، لكن لا شيء رسميا!أحمد جوامعي كشفت وسائل إعلام عربية أن لقاء أجري مؤخرا بالقاهرة جمع مسؤولين مصريين بنظرائهم من المملكة العربية السعودية، لمناقشة موضوع استخلاف أمين عام الجامعة العربية المصري عمرو موسى، الذي ستنتهي ولايته العام القادم. وذكرت صحيفة ''الدار'' الكويتية- نقلا عن مصادر مصرية رسمية- أن الجانبين المصري والسعودي ''اتفقا على التعاون سويا لبلورة موقف موحد بخصوص هذه القضية''، سواء تعلق الأمر بالتوافق على مرشح مصري جديد تختاره القاهرة، وتسوق له الرياض في مجلس التعاون الخليجي وباقي دول المشرق العربي لتزكيته أو اختياره. وفي حالة تعذر ذلك بسبب معارضة الجزائر وقطر حاليا، فإن الاختيار ربما يقع على الأمير سعود الفيصل كأحد البدائل المعروضة. وذكرت الصحيفة الكويتية، نقلا عن ذات المصادر، أن هذه الخطوة جاءت لقطع الطريق على من وصفته بمرشح الجزائر لخلافة عمرو موسى على رأس الجامعة العربية، حيث ذكر اسم عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية. وفي ذات السياق، أوردت ''الدار'' الكويتية حديثا نسبته لمصدر دبلوماسي مصري قال ''نحن نعلم جيدا أن هناك اتصالات وتحركات بدأتها الجزائر مبكرا مع قطر وسوريا لتزكية بلخادم''، مضيفا أن ''الجزائر تلقت وعودا قطرية وسورية وكذلك من موريتانيا للمضي في دعم مرشحها''، فيما أشار المتحدث نقلا عن ''الديار'' أن الجانب المصري ''واع حتى هذه اللحظة لكل هذه التحركات''، ومازال هناك تمسك من قبل القاهرة بتولي مصر أمانة الجامعة العربية، طالما أنها داخل أراضيها، وجزم المصدر الدبلوماسي المصري أن هناك دولا عربية عديدة تساعد وتؤيد مصر، قائلا ''سنلجأ إلى إخراج سيناريو لهذه الأزمة في اللحظات المناسبة، بالتعاون مع أصدقاء عرب، وخصوصا المغرب والعراق والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي''. وكأول رد فعل له على ورود اسمه في موضوع استخلاف عمرو موسى، فند وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم، خبر نيته التقدم لتولي منصب الأمانة العامة للجامعة العربية، وقال ''لست معنيا بالبحث عن هذا المنصب وليست لديّ النية أصلا للحلول مكان عمرو موسى أو أي شخصية أخرى تأتي بعد''، مؤكدا أنه إذا حظي شخص مصري بهذا المنصب بإجماع من الدول العربية ''فمرحبا به''، فيما لم يفوت بلخادم الفرصة لتوجيه رسالة إلى الأطراف التي ترغب في إبعاد الجزائر عن الساحة الدولية بالقول ''الجزائر حاضرة بقوة وهي دولة تستشار ولا تستدعى''، مضيفا أن ''الجزائر أقوى من كل من يريد إبعادها عن الساحة الدولية'' . من جهته، نفى سفير الجزائربالقاهرة عبد القادر حجار، في اتصال مع ''البلاد'' أمس، اطلاعه على هذا الموضوع، وقال ''من منطلق منصبي كمندوب دائم للجزائر في الجامعة العربية أؤكد أن هذه القضية لم تطرح على هياكل الجامعة بشكل رسمي إطلاقا''، مضيفا أن موضوع تدوير منصب الأمين العام تم تداوله منذ سنوات في وسائل الإعلام العربية، ومع ذلك فإن أي شيء رسمي بهذا الخصوص لم يجر تداوله لحد الآن. أما الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أحمد بن حلي، فقد أكد ل''البلاد'' أن هذا الكلام لا يستند إلى أي حقيقة واقعية، وقال ''أنا الآن أشغل منصب نائب الأمين العام الحالي وأجزم بأن هذا الكلام عار تماما عن الصحة''، واتهم المتحدث وسائل الإعلام التي أوردت الخبر ''بتلفيق'' وفبركة معلومات خاطئة لتغذية الفتنة بين البلدان العربية، مشيرا أن مسألة خلافة عمرو موسى ستطرح في أطر وهياكل الجامعة العربية الرسمية حينما تنتهي ولاية الأمين العام الحالي أواخر سنة .2011 وتؤكد مصادر متابعة لهذه القضية أن مصر تتحرك، فعلا، على مسارين متوازيين من أجل الإبقاء على المنصب مصريا، وتحاول من ناحية إقناع الأمين الحالي عمرو موسى بتمديد مهمته في الجامعة باعتبار ذلك مخرجا من رغبة عدد من الدول العربية في تدوير المنصب وعلى رأسها الجزائر التي بادرت إلى طرح القضية خلال القمة التي احتضنتها سنة .2005 ومن ناحية أخرى، تتشاور مصر مع عدد من العواصم العربية حول إعداد قائمة بأسماء مقترحة في حال تعذر التفاهم مع عمرو موسى، تشمل بحسب دبلوماسيين مصريين الوزير مفيد شهاب ومصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب. ووفقا للقانون الذي جاء في ميثاق جامعة الدول العربية وتحديداً المادة 12 منه، لا بدّ من موافقة أكثرية ثلثي دول الجامعة لتعيين الأمين العام، حيث تنص المادة على أن: ''يكون للجامعة أمانة عامة دائمة تتألف من أمين عام، وأمناء مساعدين، وعدد كاف من الموظفين، ويعين مجلس الجامعة بأكثرية ثلثي دول الجامعة الأمين العام، ويعيّن الأمين العام بموافقة المجلس الأمناء المساعدين والموظفين الرئيسيين في الجامعة''.