عاد موضوع تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى الواجهة من جديد، حيث تحدثت تقارير صحفية عن تحرك قطري جزائري لترشيح عبد العزيز بلخادم، وزير الخارجية السابق، و الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حاليا، خلفا للأمين العام الحالي عمرو موسى، مشيرة على لسان مصادر وصفتها بالرفيعة من مصر، إلى أن القاهرة و الرياض توصلتا إلى اتفاق غير معلن على اختيار الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، لشغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، في حالة تعذر احتفاظ مصر برئاسة الجامعة. خاصة و أن عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي تنتهي عهدته الثانية على رأس الهيئة في شهر ماي 2011، أعلن نهاية العام الماضي 2009، أنه "لن يترشح لفترة جديدة". واعتبرت مصادر من القاهرة، حسب ما ورد في ذات التقارير، أن نقاشا قد جرى أخيرا بين القاهرة و الرياض حول قضية رئاسة الجامعة العربية، و اتفق الطرفان على التعاون سويا لحل ما أسموه بالأزمة، حيث وضعا خطتين الأولى تتعلق سواء عبر الإقرار أو الاتفاق على مرشح مصري جديد يختاره القاهرة، و تسوق له المملكة العربية السعودية لدى دول الخليج و بقية الدول العربية في الشرق الأوسط لتزكيته أو اختياره. و في حالة تعذر ذلك، يلجأ الطرفان إلى الخطة الثانية، و هي ترشيح الأمير سعود الفصيل، كأداة لمواجهة المعارضة القطرية و الجزائرية الحالية. و من جهتها، نقلت صحيفة "الدار" الكويتية، في عددها الصادر أمس ، عن مصدر دبلوماسي مصري قوله "إننا نعلم جيدا أن هناك اتصالات و تحركات بدأتها الجزائر مبكرا مع قطر و سويا لتزكية بلخادم"، مضيفا في ذات السياق، أن "الجزائر تلقت وعودا قطرية و سورية و حتى موريتانية".و ذهب المصدر الدبلوماسي المصري إلى حد بعيد في حديثه عن الخلاف حول احتفاظ القاهرة بكرسي رئاسة الجامعة العربية، قائلا "الجانب المصري واع حتى اللحظة لكل هذه التحركات، و مازال هناك تمسك مصري بتولي مصر رئاسة و أمانة الجامعة العربية، طالما أنها داخل الأراضي المصرية، و هناك أصدقاء و دول عربية عديدة يساعدون و يؤيدون مصر، و سنلجأ إلى إخراج سيناريو لهذه الأزمة في اللحظات المناسبة، و بالتعاون مع أصدقاء عرب، و خصوصا المغرب، العرق، الأردن و دول مجلس التعاون الخليجي". و كان خبر سعي بعض الدول العربية من بينها الجزائر، سوريا، قطر، موريتانيا و السودان، لتدوير منصب أمين عام جامعة الدول العربية، قد ورد أيام قبل عقد القمة العربية بسرت الليبية، نهاية مارس 2010، و أكدت وقتها بعض المصادر أن الموضوع قد يعرض لنقاش بين القادة العرب، و اتهمت مصر في تلك الفترة الجزائر بتخطيطها للإطاحة بها من على رأس الجامعة العربية، بتواطؤ بعض الدول العربية، التي تربطها مصالح لم تسميها مع الجزائر.