أكد وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أن انعقاد القمة الثانية للاتحاد من اجل المتوسط المقررة في السابع من جوان المقبل في برشلونة باتت ''مضمونة بنسبة 90%'' رغم جملة المشاكل التي تهدد بمقاطعة العرب لها والتي لا تتوقف عند حضور وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان. وقال موراتينوس الذي قام بجولة إلى منطقة الشرق الأوسط ''مع انه لا يوجد في الحياة شيء مضمون بالمطلق وخصوصا في الشرق الأوسط، فان احتمال انعقاد القمة وإجرائها بالشكل المناسب بات بنسبة 90% بعد ان كان بنسبة 70% قبل جولتي'' الأخيرة. وتأتي تطمينات الخارجية الاسبانية بعد أن كان ليبرمان قد أعلن الأسبوع الماضي من طوكيو انه سيشارك في قمة برشلونة رغم معارضة الدول العربية ممثلة في الجامعة العربية لهذه المشاركة ولا سيما مصر وسوريا اللتين هددتا بمقاطعتها في حال حضوره.. وعلى عكس تصريحات موراتينوس ، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن مصدرا دبلوماسيا أوروبيا أبدى تفاؤلا اقل في فرص انعقاد قمة برشلونة ، موضحا أن حضور ليبرمان ليس المشكلة الوحيدة،حيث أردف بالقول''أن الاتجاه هو نحو الإرجاء لنرى ما يمكن أن تسفر عنه المفاوضات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين'' مضيفا ''لا احد يرى فائدة من عقد الاجتماع لمجرد عقده'' في حال كان سيؤدي إلى الفشلس. وأضاف المصدر ذاته بالقول ''إلا أن اسبانيا ترى الأمور بشكل مختلف وتسعى لإقناع باريس بالإبقاء على القمة ولكن لا اعتقد أنها نجحت كثيرا في هذا الإطار'' وعرف مشروع الاتحاد المتوسطي الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 13 جويلية 2008 الجمود منذ الحرب الأخيرة على غزة التي قامت بها تل أبيب بداية 2009 ،والتي تسببت في تجميد جميع المشاريع المقترحة لتضاف إلى مشكلة تمويل البرامج التي تظل إلى اليوم ، من بين أهم العقبات التي تعيق هذا المشروع الذي حاولت باريس أن تجعله بديلا لمسار برشلونة .1995 وفي نفس السياق وافقت الرئاسة الفرنسية والرئاسة الأسبانية للاتحاد الأوروبي وأمين عام منظمة الاتحاد من أجل المتوسط على اقتراح تقدمت به مصر يقضي بإلغاء اجتماعات وزراء الخارجية لدول الاتحاد من أجل المتوسط والاتفاق على عقد اجتماع يشارك فيه الممثلون الشخصيون لرؤساء الدول والحكومات للدول الأعضاء الاتحاد والبالغة 43 دولة ليقوموا بمهام وزراء الخارجية بديلا عنهم. وجاء ذلك تلبية لمطلب مصر عدم مشاركة أفيغدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل في الاجتماع الوزاري لدول الاتحاد من أجل المتوسط المقرر عقده في السادس بداية الشهر القادم في برشلونة. ونقلت صحيفة الشروق المصرية أمس عن ما أسمته بمصدر مسئول في منظمة الاتحاد من أجل المتوسط أن الاقتراح المصري جاء تفاديا لرئاسة ليبرمان وفد إسرائيل في الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة والذي تصر مصر على مقاطعته شخصيا لتصريحاته المسيئة للرئيس المصري حسني مبارك، ودعوته إلى قصف السد العالي في مصر قبل توليه وزارة الخارجية. وتعقد القمة في السابع من جوان ويشارك فيها رؤساء ألمانياواسبانيا وإيطاليا إلى جانب فرنسا ومصر وتركيا، وقد وجهت فرنسا الدعوة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي للمشاركة، ولكنه يصر على حضور ليبرمان ضمن الوفد المرافق له في القمة التي يسبقها اجتماع للممثلين الشخصيين للرؤساء والحكومات ويسبقها اجتماعات لكبار المسئولين للتحضير للقمة.