تأكد أول أمس رسميا تأجيل القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط إلى نوفمبر2010 بسبب الخلافات الموجودة بين أعضائه على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية عام ,2008 والتي كانت مقررة في السابع من جوان المقبل في برشلونة. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية أن مصر واسبانيا قد أعلنتا تأجيل القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط بعد تشاور بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي اللذين يرأسان الاتحاد من أجل المتوسط ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغاز ثباتيرو، والذي يوجد ببلاده مقر هذا الاتحاد بمدينة برشلونة التي كان مقررا أن تحتضن القمة الثانية. ويأتي هذا التأجيل تأكيدا لما تداولته مصادر دبلوماسية أوربية، والتي رأت أن عدم عقد قمة برشلونة في موعدها أمر منطقي واضطراري بسبب عدم توافق وجهات النظر، ولأن عقد اجتماع دون قرارات لا فائدة منه، كما أن هذا التأجيل جاء ليكذب ادعاءات سابقة لوزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس الذي زعم أن انعقاد القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط في السابع من جوان المقبل في برشلونة باتت ''مضمونة بنسبة 90٪'' رغم جملة المشاكل التي تهدد بمقاطعة العرب لها والتي لا تتوقف عند حضور وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان. وقال موراتينوس وقتها خلال جولة له في منطقة الشرق الأوسط ''مع أنه لا يوجد في الحياة شيء مضمون بالمطلق وخصوصا في الشرق الأوسط، فإن احتمال انعقاد القمة وإجرائها بالشكل المناسب بات بنسبة 90٪ بعد أن كان بنسبة 70٪ قبل جولتي'' الأخيرة. ومن بين أسباب هذا التأجيل إعلان ليبرمان مشاركته في قمة برشلونة رغم معارضة الدول العربية ممثلة في الجامعة العربية لهذه المشاركة، ولا سيما مصر وسوريا اللتين هددتا بمقاطعتها في حال حضوره، وهو المعروف عنه أنه هدد بضرب السد العالي في مصر، وكذا إدلائه بتصريحات مستفزة ضد رئيسها حسني مبارك. وجاء تبرير القاهرة لتأجيل قمة هذا الاتحاد الذي ترأسه، على لسان المتحدث باسم الرئاسة سليمان عواد من أثينا، حيث يرافق الرئيس المصري، والذي قال إنه تقرر تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط ''لضمان أكبر قدر من النجاح لها وعلى أمل أن يكون هناك تقدم ملموس في المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط''. وقالت الخارجية الاسبانية إن التأجيل يهدف ''إلى منح المزيد من الوقت'' للمباحثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مبينة في بيان لها أن القمة ستعقد ''في الأسبوع الثالث من نوفمبر القادم في برشلونة'' بهدف ''توفير الظروف الكفيلة بضمان نجاحها''، كما أوضحت في السياق ذاته أن وزراء خارجية مصر وفرنسا واسبانيا سيجتمعون الأحد في القاهرة من أجل ''الاتفاق على كيفية هذا التأجيل''.