دافع السفير الجزائري والخبير في العلاقات الدولية السيد حسين مغلاوي، على حقوق كافة الأمم في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، مشددا أن فكرة خلو العالم من الأسلحة النووية أمر صعب لكنه غير مستحيل، وفي هذا الصدد أشار المتحدث أن دولة كفرنسا تستفيد من 96 بالمائة من توليد الطاقة الكهربائية عبر استخدام هذه الطاقة. وكان سفير الجزائر السابق في العديد من الدول الإفريقية والأمين العام لوزارة الخارجية وكذا مدير مكتب التشريفات لدى رئيس الحكومة الأستاذ حسين مغلاوي قد حاضر أمس الثلاثاء في مركز الشعب للدراسات السياسية والإستراتيجية الذي يرأسه البروفيسور امحند برقوق، ليبدأ الضيف التطرق للكرونولوجيا التي صاحبت اكتشاف السلاح النووي ومن ثمة التسابق عليه إلى فترة تفكك الاتحاد السوفياتي الذي كان أهم مصنع للسلاح النووي رفقة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وشدد الرجل خلال المداخلة التي ألقاها على حق كافة الدول في الاستعمال المشروع للطاقة النووية، مشيرا إلى أن دولا عديدة نجحت في استخدام هذه الطاقة لإنتاج العديد من المنتجات لاسيما المولدة للطاقة كالكهرباء، وبالإضافة إلى فرنسا التي تولد الكهرباء عن طريق استخدام الطاقة النووية وبما يتجاوز ال90 بالمائة، ذكر المتحدث بريطانيا أيضا التي تولد أكثر من 26 بالمائة من الكهرباء بالاعتماد على الطاقة النووية. من جانب آخر أكد السفير مغلاوي أن الدول العظمى التي تمتلك السلاح النووي تعمد مبدأ ازدواجية المعايير، مشبها تعاملها مع باقي دول العالم بالمثل الفرنسي القائل''إنهم يريدون الزبدة وأموال الزبدة'' يعني أنها تريد الانتفاع بالطاقة النووية في كافة المجالات دون أن تتاح الفرصة للآخرين للاستفادة منها. وفي هذا الاتجاه قال المتحدث إنه لجميع الدول سيادة تكفل لها التصرف وإعداد كل القرارات، شريطة أن لا تمس بالأمن والسلم الدوليين، لكنه مع ذلك اعترف بوجود بعض الاتفاقيات التي ربطتها واشنطن مع دول كالهند التي اعتبرتها الأولى دولة مسؤولة ومتطورة ومتفهمة في مقابل تحفظها على المشروع الباكستاني وحربها الشرسة دبلوماسيا ضد المشروع الإيراني. وحول هذه المسألة الأخيرة، توقع المتحدث أن تظل الأمور بين شد ومد بين دول الغرب وإيران بعدما تم الاتفاق على تخصيب 1200 كلغ من اليورانيوم في تركيا، ونبه المتحدث إلى أن تركيا دولة فاعلة في حلف النيتو وأن تلتزم إلا بما يراه رفقاؤها في الحلف. جاءت هذه التصريحات بعد الاتفاق الذي عقد أمس الأول بين إيران والغرب بوساطة تركية وبرازيلية على هامش قمة ال20 في طهران. وقال أيضا إن نجاح الاتفاق سيكون مرتبطا بما سيقرره مجلس الأمن الذي لا يمكن أن يمرر قرار دون موافقة 9 أعضاء من 15 وهو الأمر الذي يظل صعبا للغاية. في موضوع ذي صلة قال إن علاقات الجزائر مع الوكالة الدولية للطاقة النووية جيدة بشهادة مسؤولين كبار، وكان ذلك في إشارته للمفاعلات النووية الجزائرية المتواجدة في درارية وعين وسارة.