كشف نواد مقران نائب رئيس مؤسسة ''فلاحة اينوف'' عن استيراد نحو 5 آلاف طن من لحوم البقر تحسبا لشهر رمضان قصد تغطية زيادة الطلب، وكذا تعديل وموازنة السوق الوطني خلال هذه المناسبة. وذكر المتحدث أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لم تفشل في تسليط الضوء على مخاطر اضطراب السوق الوطني للحوم من حيث التكييف مع الطلب المتزايد مرحليا، حيث تقرر تغطية العجز المسجل في فترات سنوية مختلفة عن طريق الواردات من الخارج وفق شروط صحية معتمدة من طرف المنظمة العالمية للصحة الحيوانية. وفي هذا الصدد، تشير تحليلات المختصين في سوق اللحوم الحمراء والبيضاء في الجزائر إلى أن الإنتاج الحيواني الوطني كفيل بتحقيق الاكتفاء وتلبية الاحتياجات، غير أن سوء التنظيم وضعف قدرات التخزين والذبح وراء ضياع نسبة هامة من الثروة الحيوانية، ويتطلب في نفس الوقت فتح نقاش موسع مع المهنيين والمحترفين والاستفادة من الخبرة الأجنبية لإيجاد آليات رفع الإنتاج والربحية الاقتصادية لشعب الحليب واللحوم الحمراء والدواجن. وأضاف هؤلاء في مداخلاتهم خلال ندوة متبوعة بنقاش حول ''شعبة اللحوم الحمراء.. توقعات وتطور'' على هامش فعاليات صالون الإنتاج الفلاحي بقصر المعارض، أن حوالي 2560 طن من اللحوم البيضاء لدى مربي الدواجن تواجه مشكلة في التخزين. ويرى المتدخلون أن الدولة بإمكانها تقديم تمويلات بنكية لإنشاء وحدات للتخزين والتبريد المؤقت لهذا المنتوج خصوصا مع اقتراب شهر الصيام، الذي شهد تغير في العادات الاستهلاكية للأسر الجزائرية التي أضحت تفضل اللحوم البيضاء عن الحمراء، نظرا لفارق السعر والوفرة وكذا النوعية، رغم الاستعمال المكثف والمفرط أحيانا من قبل المربين لأغذية التسمين الحيواني. وفي نفس السياق، أكد المشاركون في الندوة أن الجزائر تملك قدرات تصديرية للحوم الضأن والبقر ذات نوعية جيدة إلى الأسواق الدولية، غير أن الشروط المتعلقة بالمعايير وإصدار الشهادات الصحة البيطرية تحول دون ذلك، وقد سمح الدعم الفلاحي لاقتناء التجهيزات والمعدات المخصصة لتربية الماشية والدواجن، وكذا تمديد الإجراء المتعلق بتخفيض الرسم على القيمة المضافة في تطور شعبة اللحوم من الناحية الإنتاجية فقط، دون أن يواكبه التنظيم الجيد للأسواق المتخصصة وقلة المذابح العصرية على مستوى المناطق المتخصصة في الإنتاج الحيواني.