تحدث رئيس الفاف محمد راوراوة لأول مرة منذ صدور قرار الفيفا الخاص بمعاقبة الاتحادية المصرية لكرة القدم بحرمان منتخبها من اللعب في ملعبه بالقاهرة وتغريمها ماليا، وعرج رئيس الفاف على كل جوانب الخلاف المصري-الجزائري وطرق معالجته مستقبلا. لم تحضر لمصر منذ 14 نوفمبر؟ صحيح وهذه أول مرة أغيب فيها عن مصر هذه المدة لأنها بلدي الثاني. كيف ستنتهي الأزمة الحالية بين مصر والجزائر؟ لا تقلق كبار البلدين قادرون على تجاوز الأزمة.. فالمونديال به فريق عربي.. ولولا أفعال الصغار لكنا احتفلنا جميعاً بالوجود العربي في محفل الكرة العالمية الأول. هل تعرضت لمضايقات منذ وصولك القاهرة قبل أسبوع؟ لا.. لا.. لم يحدث وليس معي حراسة والابتسامة تقابلني في كل مكان. نعود للأزمة.. ألا ترى أنها لا تحتاج للكبار لأنها كانت بين رجالات الكرة؟ لك حق، ولكن لو أننا فعلنا ما فعله «المجهول» الذي يعرف نفسه جيداً مع حافلة منتخبنا لتقدمنا باعتذار فوري، لأننا نعرف جيداً أن للكرة مهاويس.. ليسوا هم جموع الشعوب.. وهذا مفهوم. كنت في أزمة 14 نوفمبر بالقاهرة فكيف رأيتها؟ وبماذا تفسرها؟ كما قلت المخطئ كان يجب أن يعتذر فوراً.. ويقول مثلاً إن البحث جار عن الفاعل! ربما شكواك ل«الفيفا» كانت السبب وراء عدم رضا «المجهول» الذي لا تريد الإفصاح عنه الآن كما تقول بتقديم الاعتذار الكروي المطلوب؟ لن أكون سعيداً لو عاقب «الفيفا» مصر.. وللعلم وللحقيقية وللتاريخ لم نتقدم بأية شكوى للفيفا.. ببساطة لأن مراقبي الفيفا كانوا موجودين ولهم الحق في تسجيل كل ما يحدث خلال وقبل وأثناء المباريات، لهذا فإن من يقول إننا تقدمنا بشكوى هو يجهل تماماً لوائح الفيفا يا إخواننا. مازلت تصر على الكلام الدبلوماسي.. بينما أكدت أنك تزن الأمور جيداً؟ ليست دبلوماسية.. لكنني كما قلت لك، الأزمة الجزء الأهم فيها هو تجاوز كبار البلدين لها.. لكنني أرى أنها كما بدأت بالرياضة يجب أن تنتهي بالرياضة والقادم أفضل، فهناك لقاءات ستجمع أندية مصر والجزائر الأهلي والإسماعيلى وشبيبة القبائل في مجموعة واحدة ببطولة الأندية الأبطال الأفريقية، لهذا أرى المصالحة تبدأ من هذه المباريات.. وأولها بين شبيبة القبائل والإسماعيلى بالإسماعيلية، وأعتقد أن لقائي العودة بالجزائر للأهلي والإسماعيلي مع الشبيبة سيساهمان أيضاً بحلول جميلة بين الأشقاء ونحن سنعد لهذا. هل ازدادت الأزمة اشتعالاً بسبب الإعلام؟ بطبيعة الحال.. لكن هل الإعلام الجزائري يملك نفس الفضائيات المصرية التي تعطى حصصاً رياضية تستمر لمدة 5 أو 6 ساعات تقريباً؟ وجرائد لا عدد لها، مقابل تليفزيون الدولة الجزائري بقنواته الأربع التي لم تتحدث لحظة خلال الأزمة. إذاً تتهم الإعلام المصري وحده؟ بالطبع لا.. لكنني أتحدث عن الإعلام المشوه الذي قال واحد ممن يمثلونه عن ثورة المليون شهيد العربية الجزائرية.. إن الجزائر بلد المليون لقيط.. فهل هذا يعقل؟! وبطبيعة الحال فإن صحيفة أو اثنتين في الجزائر خرجتا عن النص وهذا واضح لكنهما أكدتا مراراً أنهما كانتا رد فعل لما نقل في الإعلام المصري. اذكر لنا أمثلة عما تقول إنه سبب لالتهاب الشارع الجزائري في الإعلام المصري؟ هل يمكن أن تنقل تصريحات عن إصابات لاعبينا بأنها إصابات مفتعلة وأننا سكبنا «الكاتشب» على رؤوس اللاعبين لنثبت أنها دماء؟! وماذا أيضاً؟ هل يعقل أن يتحدث نجل الرئيس علاء مبارك كمواطن مصري في قناة مصرية.. فيحول المذيع الحوار ويبكي ويحاول أن يستصدر من نجل الرئيس كلمة عن مداخلته باعتباره رسمياً، لكن ظل نجل الرئيس يصر على أنه يتحدث كمواطن.. ألم تلحظوا هذا؟! كنت وزاهر صديقين فلماذا انقلب الحال بينكما لعداء؟ أعوذ بالله.. أنا بطبيعة تربيتي لا أعرف كلمة عداء.. لكنني أقول إذا ضربت فيجب أن تعتذر.. وهذا ما لم يفعله زاهر، ليس هذا فحسب لكنه يقول للقاصي والدانى إنه تنازل لي عن مقعد نائب رئيس الاتحاد العربي.. وهذا لم يحدث فقد انسحب زاهر أمامي وطلب من الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز عدم اللجوء للتصويت، لكن اللوائح لا يوجد فيها اختيار بالتناوب، كما يجب أن يقول الأخ زاهر، لكنه بصراحة رفض الذهاب لصندوق الانتخاب.. وقرر الانسحاب.. ويمكنكم أن تسألوا الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز وكل رجال الاتحاد العربي. إذا كنت حزينا لما فعله زاهر فلماذا سجلت كل لاعبيك، بينما كان يمكنك طبقاً للوائح أن لا تسجل المصابين لتصبح أزمة جديدة؟ لا.. لا.. لم تكن أزمة، ولولا ضميرنا العربي كبعثة واحترامنا للأشقاء لقمنا بالفعل - وهذا حقنا - في استبعاد المصابين، ولوائح الفيفا في هذا الصدد واضحة كنا سنفوز بالمباراة 2 / صفر.. لكن ما بين الأشقاء أهم وأيضاً منافساتهما يجب أن تبقى شريفة، لهذا أقول لزاهر كراسي الاتحادات لا تدوم.. الأوطان فقط هي التي تدوم. أليس من حق الجانب المصري الحزن لما حدث في السودان.. وما تعليقك؟ هل حدث شيء في الملعب، هل سجلت مستشفيات أم درمانوالخرطوم إصابة واحدة لمصري.. لا أظن؟! هل تعرف لماذا؟ لماذا؟ فقط لأن لدينا كشوفاً معتمدة من مستشفيات الخرطوموأم درمان بعدم وجود أو وصول مصابين مصريين بطعنات أو جروح أو حتى أي نوع من الإصابة ولو بمرض عضوي.. وأظن أن هذا متاح في سجلات هذه المستشفيات، ويمكنكم الحصول على نسخة منه، أيضاً أقول هل يمكن أن يتصل بالفضائيات من يجلسون في المطاعم بالخرطوم لتناول العشاء ويصرخون بأنهم مهددون بالموت؟!ربما تكون هناك مشاكل كروية حدثت في شوارع الخرطوم.. مثل كل المدن في كل العالم، لكن أظن أنكم أيقنتم أن هذا لم يحدث فلماذا إشعال الفتنة بين الشعوب العربية.. أنا رجل مسلم لا أكن أية كراهية لأحد والله. هل يعني ما تقول أنه لم يحدث أي شيء في السودان عقب اللقاء؟ أنا كنت في الفندق ولم أغادره إلا إلى المباراة ثم العودة، وكنت قد هنأت الفريق المصري على الأداء وقلت لهم عفا الله عما سلف أنتم أو نحن واحد، وحتى إن حدث كما قلت مناوشات في الشارع السوداني، فهل أنا المسؤول عنها؟ هل أنا من اختار السودان وملعب المباراة.. وهل سألتم صاحب الاختيار عن مدى جاهزية الملعب لاستقبال منتخبكم الذي اعتاد على الملاعب الكبرى في مساحة أرضيتها ومدرجاتها.. فهل أنا أيضاً المسؤول؟! وماذا عن حالات التسمم في مباراة الذهاب بالجزائر؟ والله لم يكن هناك أية حالة تسمم، الكل جلسوا يأكلون «الكسكسي» العربي طبقاً لطلب البعثة المصرية، فهل يتم تسميم فرد واحد وأيضا مدرب وليس لاعباً أو كل الفريق أو نصفه، ولماذا نسمم المدرب، ولماذا سكت الوفد المصرى؟! أقول لكم الأهم نحن جاهزون لاستقبال من يريد الاطلاع على أي شكوى في الدوائر الجزائرية.. أو في سجلات الفيفا عبر مراقبي هذه المباراة.. وهل حتى لم نقدم اعتذاراً للأشقاء.. فهل هذا معقول كما تقولون في مصر؟! طوال المدة التي أعقبت لقائي 14 نوفمبر بالقاهرة و18 نوفمبر بأم درمان بالسودان لم تحضر ولم تلتق أي مسؤول مصري.. فكيف كان اللقاء في أنجولا؟ ودي للغاية مع أبوريدة زميلي بالكاف والفيفا والوزير حسن صقر الذى التقى وزيرين جزائريين قبل مباراتنا معكم، فجلسوا معاً وجلسنا مع أبوريدة ننتظر انتهاء لقائهم ودردشتهم الطبيعية العادية في صالون مجاور بنفس الفندق، لأن السياسة خاصة بين الأشقاء لا يمكن حشرها في الرياضة. ماذا فعلت بعد المباراة النهائية؟ هل تتخيل أنني لم أذهب فرحاً لتهنئة الأشقاء المصريين؟! ما حدث أنني نزلت فوراً وقدمت التهنئة للفريق وإطاره الفني داخل غرفة خلع الملابس.. ولكل المصريين المتواجدين وهذه حقيقة طبيعية جداً. أخيراً كيف ستنتهي الأزمة؟ على من أشعل النيران أن يخمدها.. أما أنا فأقول قريباً ربما أفجر مفاجأة في القاهرة، وتحديداً أمام الإعلام المصرى الذى أحترمه، وسأقدم أكثر من دليل يؤكد صحة موقفنا، وكيف أن شخصيات عربية حاولت التدخل لحل الأزمة، وأيضاً سأوضح أن الاتحاد المصري رفض حتى كلمة «نأسف» على ما حدث للأشقاء الجزائريين في القاهرة وكنا سنقبلها من الأشقاء، وأقول الأشقاء لأنني كعربي يجب أن أعرف معنى العروبة، ولك أن تعرف أنني تلقيت ربما مئات الآلاف من «الإيميلات» والرسائل كلها سباب في شخصي، فهل أعتبر أن هؤلاء هم المصريون؟!إذاً لماذا يعتبر اتحاد الكرة أن جريدة جزائرية وبضعة مهاويس هم كل الجزائر؟!.