راوراوة يفضح اتحاد الكرة مجددا حالة غليان لا مثيل لها يعيشها الشارع المصري منذ إدراكهم قوة مفعول القنبلة التي فجرها رئيس الفاف محمد روراوة بكشفه خلفيات العقوبات الأخيرة التي سلطتها الفيفا على الإتحاد المصري بشأن ملف أحداث 12 نوفمبر المشؤوم والتي ذهب ضحيتها المنتخب الوطني أمام مدخل الفندق الذي أقام به بالقاهرة، عقوبات أخفاها زاهر ومن معه على الشعب المصري والمتضمنة تهديد الهيأة العالمية لمصر بالإقصاء التلقائي من تأهيليات مونديال 2014م في حال حدوث أي مكروه لأي منتخب يحط الرحال بهذا البلد مستقبلا في أي منافسة كانت، مما يعني أن العقوبات التي سلطتها الفيفا هي في الواقع "مفخخة" تلزم المصريين بضوابط والتزامات صعب جدا على هؤلاء الالتزام بها مهما كان الحال وهم الذين أثبتوا في عديد المناسبات عجزهم على ضمان أمن الوفود الرياضية التي تدخل البلد من أجل إحدى المنافسات. * وتأتي قنبلة روراوة في خضم الزخم الإعلامي الحاد الذي أثير منذ الأسبوع الماضي بشأن مضامين عقوبات الفيفا، فرغم أنها كانت خفيفة جدا على المصريين، إلا أن أطرافا كثيرة تحركت لتعلن استنكارها للطريقة التي أدير بها المشكل والأخطاء الكبيرة والجسيمة التي ارتكبها سمير زاهر في التعاطي مع قضية الاعتداء، بل أكثر من ذلك راح يصرح لإحدى القنوات التلفزيونية أنه يحضر لإعادة فتح ملف أحداث أم درمان، متنصلا من التزاماته لذى الفيفا لما تعهد بعدم فتح ملف أم درمان من جديد وكذا بتقبل قرار الإقصاء في حال ارتكاب أي خطأ في حق أحد الأندية أو المنتخبات التي ستدخل مصر . * * العقوبات تنطبق على المنتخب لا الأندية * ولتقديم المزيد من التوضيحات بشأن تلك التصريحات التي أطلقها، اتصلت الشروق برئيس الفاف محمد روراوة المتواجد بسويسرا، حيث حرص في البداية على التأكيد أن عقوبات الفيفا التي تحدث عنها يوم الإثنين لا تتعلق بالأندية، بل بالمنتخب المصري فقط، كون الفرق لا تتحمل أي مسؤولية وثمن الأخطاء المتكررة الكثيرة التي ارتكبها سمير زاهر يدفع ثمنها المنتخب المصري لا غير، مشددا على علاقات الصداقة بين الشعبين الجزائري والمصري، وهي العقوبات التي حاول زاهر إخفاءها على الشعب والمسؤولين حفاظا على منصبه والمزايا الأخرى التي نالها دون تقديم أي شيء لبلاده، بل راح يخفي الحقائق ويكذب عليهم، وها هي ساعة الحقيقة تدق على زاهر، وكيف سيتصرف الآن وقد علم كل المصريين بالحقيقة؟ * * لم أكن لأتحدث .. لولا كذب زاهر * وفي سياق متصل، أكد رئيس الفاف للشروق أنه لم يكن ينوي التحدث عن هذه النقطة السوداء التي تكشف عيوب زاهر وكذبه على الناس لولا خرجته يوم الإثنين في إحدى القنوات التلفزيونية المصرية لما قال أنه لن يعتذر للجزائر، حتى ينكشف أمره ويدرك الجميع أنه المخطئ، بل راح يعد شعب بلاده بفتح ملف أحداث أم درمان، علما وأن الرجل كما قال روراوة للشروق تعهد كتابيا بغلق هذا الملف نهائيا وبالتالي كان أيضا يكذب، لذا قال رئيس الفاف لم يكن بمقدوري السكوت أكثر، وهو ما دفعني لكسر جدار الصمت ووضع الأمور في إطارها الطبيعي. * * زاهر تعهد بقبول الإقصاء * وأشار الرجل القوي في الإتحاد الجزائري لكرة القدم أن أقبح ذنب اقترفه نظيره المصري تعهده كتابيا أمام هيأة بلاتير بقبول أي عقوبة ستصدر من الفيفا ضد بلاده، لكنه فضل التكتم عليها وإخفاءها خوفا على نفسه، وأكثر من ذلك سمح لنفسه بالتحدث عن أشياء أخرى مثل أحداث أم درمان التي لم يحدث فيها شيء، ويمني بها المصريين بتحقيق الانتصار والتدارك، وهو الذي يدرك تمام الإدراك أن الملف طوي نهائيا ولا شيء وقع فوق الأراضي السودانية، كلام فيه الكثير من معاني التحريض على رفض قرارات الفيفا من قبل الشارع المصري الذي وفي الوقت الذي تعرف على هوية المتهم الأول في " الجريمة " يحاول زاهر تحويل الأنظار، لكن لمدة زمنية قصيرة، طالما أن خيوط المؤامرة انكشفت . * * أربع سنوات تحت رقابة الفيفا * والمؤكد قال لنا محمد روراوة أن العقوبات التي سلطتها الهيأة الكروية العالمية على المصريين ليست مخففة أو شكلية مثلما اعترفوا هم في البداية وفهمها أغلب الجزائريين، بل هي عقوبات "مفخخة"، أي أن المصريين سيعيشون تحت وقع "الهيستيريا" والخوف مدة أربع سنوات كاملة، والخطأ البسيط يعني بعفوية الغياب مرة أخرى عن المونديال، أي أن الخطأ الكبيرالذي ارتكبه زاهر وحاشيته في حق الجزائر والجزائريين سيبقى يلاحقهم كالطيف أينما رحلوا أو ارتحلوا،، وذلك هو جزاء كل متكبر عنيد، رافض للمصالحة، وناكر للحق.