قام ناعوم تشومسكي المفكر الأمريكي البارز الذي عرف بمناهضته لإسرائيل في زيارته الثانية للبنان بجولة في قرى في الجنوب، مؤكدا أن حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله كانت بقرار أمريكي كامل وواصفا الوساطة الأمريكية في المنطقة بأنها ''مزحة''. وفي إطار جولته في بلدات بنت جبيل ومارون الراس والخيام استمع تشومسكي إلى شروح عن سير المعارك التي خاضها مقاتلو حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي في حرب يوليو تموز والتي استمرت أكثر من شهر وقتل خلالها نحو 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و160 إسرائيلي معظمهم من الجنود. كما التقى ومسؤول المنطقة في حزب الله الشيخ نبيل قاووق حيث أكد تشومسكي أن ''الحروب الإسرائيلية على لبنان وطيلة المرحلة الماضية كانت تحظى بضوء أخضر أمريكي إلا أن حرب ''يوليو'' تموز وحدها كانت بقرار أمريكي كامل''. ونقلت جريدة السفير اللبنانية عن تشومسكي قوله إنه لم يستبعد اندلاع حرب في المنطقة لكنه لا يجزم قائلا ''إذا ضربوا إيران فإن حزب الله سيرد بضرب إسرائيل ...أما إذا ضربوا لبنان أولا فهذه إشارة لايران. وعليهم ''الإيرانيون'' أن يكونوا مستعدين''. كما وصف الوساطة الأمريكية لحل هذا الصراع في منطقة الشرق الأوسط بأنها ''مزحة'' وحسب قوله ''فالرئيس الأمريكي باراك اوباما لا يكترث حقيقة جل ما يهمه هو ألا يهان. وهو يريد من إسرائيل أن تأخذ ما تريده ولكن عبر الخضوع لما تفرضه الولاياتالمتحدة'' عليها. وعن الانفتاح الأمريكي على سوريا قال تشومسكي إن الولاياتالمتحدة ''تريد أن تتحكم في الوضع هناك على أمل إبعادها عن طهران وهذا ما لن يحدث.'' واصفا تركيا والبرازيل بأنهما ''قوتان ناميتان استقلتا'' على الساحة الدولية، مشددا على أن انقرة ''تتغير وتنفتح على الشرق وهذا طبيعي''، مشيرا إلى أن ''واشنطن لا تحب ذلك''. وتعد هذه الزيارة الثانية لتشومسكي إلى لبنان الذي زاره في عام 2006 وجال في القرى الجنوبية أيضا في الذكرى السنوية السادسة للانسحاب الإسرائيلي عن لبنان.