أجمعت حركتا حماس و الجهاد الإسلامي و حزب الله أول أمس بالعاصمة على أن المقاومة ليست خيارا و إنما هي نهج مفروض على المظلومين في سبيل استرجاع حريتهم المغتصبة. وفي افتتاح أشغال مؤتمر الشيخ محفوظ نحناح الدولي في طبعته السابعة شدد القيادي في حزب الله اللبناني حسن عز الدين على أن المقاومة ليست خيارا مطروحا و إنما هي ''أقصر و أجدى الطرق لاسترجاع الحرية المغتصبة. كما كانت لعز الدين وقفة عند التجربة الجزائرية التي نعتها ب''النبراس الذي يقود كل متطلع نحو الحرية'' مبرزا النقاط المشتركة بين المقاومة التي يقودها حزب الله اليوم و تلك التي رفعها أمس جيش التحرير الوطني في وجه المحتل الفرنسي. أما موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية فقد أكد على أن المقاومة ''لم تكن خيارا في يوم من الأيام'' بل هي ''الحل الوحيد والفطرة الطبيعية التي سنها الله في الخلق'' لتصبح السبيل الوحيد أمام كل المقاومات في العالم. وأكد أبو مرزوق على إستحالة وجود أنصاف حلول بين المحتل و المقاومة مستدلا في ذلك بالتجربة الجزائرية التي تعد ''نموذجا كبيرا'' هي و معها كل المقاومات الأخرى التي كان النصر حليفها دوما. وبدوره أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي محمد الطوخي على أن حركات المقاومة و بتحولها من العمل العسكري إلى العمل السياسي و الاجتماعي و حتى الثقافي أضحت اليوم ''عاملا فاعلا في توازن القوى'' و ''قوة ردع حقيقية'' في معادلة الصراع العربي-الإسرائيلي. واستعرض الطوخي العوامل المشتركة بين حركات المقاومة الناشطة في العالم الإسلامي ككل و في فلسطين على وجه الخصوص و التجربة الجزائرية ''العريقة'' مستطردا بأن هذه الأخيرة تميزت بالإجماع على الموقف و الإنسجام في طرق المواجهة بينما يتسم الوضع العربي اليوم بالإنقسامات و تغليب المشاكل الداخلية على أولويات الأمن القومي على الرغم من كون العدو واحدا و مشتركا. و في ذات المنحى أكد الداعية كمال الهلباوي على أن الثورة الجزائرية شكلت ''الدليل القاطع على استحالة انهزام المقاومة''. وكانت أشغال الملتقى قد افتتحت ظهر الخميس بالجزائر تحت عنوان ''المقاومة خيار الأمة: الثورة الجزائرية نموذجا'. وشهد هذا الحدث الذي افتتح تحت إشراف رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام حضور ثلة من العلماء و الدعاة من داخل الوطن وموريطانيا ومصر و لبنان وفلسطين فضلا عن ممثلين عن حركة حماس الفلسطينية و حركة الجهاد الاسلامي و حزب الله اللبناني و هيئة العلماء المسلمين بالعراق وعدد من البلدان الأوربية.