شدد الوجه التاريخي في الحركة الوطنية والثورة الجزائرية والأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري، شدد على ''أن نجاح الثورة الجزائرية كان بفضل ''بلورة مشروع وطني جامع'' رسم صورة لما ستكون عليه الجزائر عقب الاستقلال، داعيا المقاومة في كافة الدول العربية والإسلامية لأن تحتذي بإستراتيجية الثورة الجزائرية. وكان الوزير السابق في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية قد بين في كلمة له أمام قياديي حركتي حماس و الجهاد الفلسطينيتين و كذا حزب الله اللبناني مختلف الإستراتيجيات التي اعتمدتها الثورة الجزائرية في نضالها أمام أعتى قوى الاحتلال آنذاك، مشيرا إلى أن الخيار كان ''وضع إستراتيجية خاصة لكل قطاع ترمي إلى هدفين رئيسيين هما مقاومة النظام الاستعماري والمطالبة المستمرة بالاستقلال. وأوضح الأمين العام السابق للحزب العتيد مساء ثاني يوم من أشغال مؤتمر الراحل محفوظ نحناح الدولي في طبعته السابعة ''أن الثورة الجزائرية نجحت بفضل تسطيرها لإستراتيجية مكنتها من الصمود في وجه العدو الفرنسي قامت على ''جمع قوى الأمة وساعدت على بروز العبقرية الكامنة لدى أفراد الشعب. كما شكلت بلورة مشروع وطني جامع رسم صورة واضحة لما ستكون عليه الدولة الجزائرية المستقلة عاملا آخر كان له ثقله في إنجاح هذه الثورة التي أضحت نموذجا تحتذي به المقاومات المعاصرة في العالم الإسلامي يضيف السيد مهري. و قال مهري إنه و بالموازاة مع ذلك سطرت قيادات الثورة خطوات عملية تتمثل في وضع الأسس واللبنات الأساسية للدولة المستقلة يتابع مهري. كما توقف مهري عند مرحلة المفاوضات التي أكد أنها ''لم تكن أبدا بديلا للعمل المسلح وإنما وسيلة لبلوغ الهدف المنشود''، وهذا تبعا لما نص عليه بيان نوفمبر الذي أعلن الشروع في الكفاح المسلح مع إبداء الاستعداد لفتح باب المفاوضات في حال ما رضخ المحتل للمطالب المرفوعة من طرف الشعب الجزائري. وأكد على أن هذه المفاوضات كانت قائمة على مجموعة من الأسس ومقيدة بعدد من الشروط على رأسها الاعتراف بصفة التمثيل الكامل للطرف الجزائري مع وضع جدول أعمال واضح تكون فيه الأولويات مرتبة. و ربط أمين عام الجبهة السابق التجربة الجزائرية بالعمل الذي تقوم به المقاومة الفلسطينية مبديا أسفه لقبول القيادات الفلسطينية بالشروط المفروضة عليها خاصة وقف القتال الذي كان يعد في نظر الثوار الجزائريين ''مرفوضا تماما''، داعيا إياها إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية التي تعد علما في سماء مقاومة الظلم والاستعمار