لن أكون شوفينيا ولا مزايدا ولا غير ذلك من المفاهيم القريبة من الريبة في هذا الزمن الملعون من قبل الشجر والحجر والحيوانات الأليفة وغير الأليفة، جراء تصرفات بعض أشباه البشر ممن يقاسموننا الأسماء والألقاب وربما القبلة والحج، أقول لن أكون ما سبق والعالم يتفرج على أطنان الأوراق التي لا تساوي الحبر المكتوب عليها وهي تستقي من اللغات الآدمية أرقى العبارات المسجوعة والألفاظ المنقوشة والمنحوتة، للتنديد والتهديد والوعيد لدولة الكيان الصهيوني بعد إقدامها على الاعتداء بكل وحشية على قافلة أسطول الحرية. لأنه بعيدا عن العواطف الجياشة والصادقة كما علمنا في الصغر ونحن نتحدث عن عاطفة كتاب النصوص والأدباء، مل الحبر من المحبور، والخط من الخطاط والمخطوط، والجميع لاسيما من العرب التي لا تقرأ لا التاريخ ولا الجغرافيا ولا حتى الطالع وهم يؤكدون اكتشافهم مرة أخرى لبربرية الكيان الغاصب. هذا الاكتشاف الرائع الذي يضاهي في قيمته اكتشاف إسحاق نيوتن للجاذبية الأرضية لم يمنع دولا عربية من تبادل التحيات والمصافحة والابتسامة مع سفراء الكيان الغاصب لديها وهم يبلّغون استياء وغضب تلك الدول من الصنيع الصهيوني الذي فوّت عليهم الاستمتاع بيوم جميل لاسيما وأن لليوم الأخير من شهر ماي نكهة خاصة. والذي يغيض في الأمر أن مجرد الاستدعاء فيه نظر فما بالك من بجاحة سفراء السوء هؤلاء وهم يؤكدون للإعلام أنهم شرحوا لمن استدعهم وجهة النظر الصهيونية التي لاقت وفقهم تجاوبا ووجدت لها محلا للإقناع في أنفس هؤلاء المتفوقين في صياغة البيانات، وتدبيج الخطب المنددة والمستنكرة، حتى يخال مستمعها أن كلمة واحدة فيها تكفي لتدمير نصف الترسانة العسكرية الصهيونية. بحق غريب أمر هذا الزمان والأغرب منه حال العربان على وزن العريان والخذلان، وهم يتركون أوراق ضغط يملكونها على ضعفها تفوت من أيديهم يوما بعد آخر، ثم يصطفون على حوائط المبكى يندبون مصيرهم وموقعهم من التاريخ والجغرافيا مرة من هلال شيعي وأخرى من شبه منحرف عثماني، ولتحيا الأخوة العربية والتستر وراء أردوغان والتبواس على ضفاف النيل منبعا ومصبا.