تعهدت الولاياتالمتحدة بتقديم دعم فني ومعدات لبلدان المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء لمكافحة خطر الجماعات الإرهابية المتنامي في المنطقة. وقال الجنرال وليام وورد قائد القيادة الإفريقية للقوات الأمريكية ''أفريكوم'' في مؤتمر صحفي بالعاصمة التونسية ''أؤكد لكم إنني لست هنا لبحث إنشاء قواعد عسكرية.. أقول لا لن نقيم قواعد عسكرية في إفريقيا.. سنبقى في ألمانيا في المستقبل القريب''. وأضاف وورد ''دول جنوب الصحراء تعرف جيدا التهديدات التي يمثلها القاعدة وتنسيقنا معها يتركز على برامج وأنشطة لتقوية طاقاتها من خلال التدريب وتجهيزها بالمعدات العسكرية اللازمة''. ومضى يقول ''هذه البرامج لا تجعلنا مسؤولين عن هذه الدول.. بل إن هذه البرامج تهدف فقط لدعمها ضد الإرهاب والقاعدة التي تنشط هناك''. لكن المسؤول العسكري الأمريكي قال إن بلاده مستعدة لدعم دول المنطقة شريطة أن تطلب هي هذا الدعم. وتابع ''نحن مستعدون دائما لمساعدتهم ضد الإرهاب حسب ما يحتاجونه.. نحن جاهزون للدعم بالتكوين والتدريب والمعدات لكننا لا نفرض هذا الدعم بل نستمع إلى شركائنا ونوفر لهم ما يحتاجونه.'' في هذه الأثناء يقول المقدم ''كريس كول'' نائب قائد العمليات الخاصة المشتركة في البلدان الأفريقية جنوب الصحراء وقائد عملية ''فلينتلوك'' إن الغرض من هذه العمليات هو ''تدريب القوات على التعامل مع مركز متعدد الجنسيات سيقام في القارة السمراء ضمن جهود محاربة الإرهاب، وهو أمر ضروري للمنطقة التي تتربص بها تهديدات عابرة للحدود تمثلها العناصر المتطرفة والمنظمات الإرهابية التي تشن هجمات على القوات العسكرية التابعة لدول المنطقة وتلحق بها أضراراً ''. ويضيف المقدم ''كريس'' إن التحدي الأكبر ''بالنسبة لدول المنطقة هو مواجهة خطر الإرهاب فهي لا تملك سوى مناطق شاسعة من الأراضي يسهل اختراقها من قبل الجماعات المسلحة، وينصب تركيزنا في اللحظة الراهنة على التكتيكات العسكرية والمساعدة على بناء قدرات شركائنا الأفارقة''. ويقول متتبعون إن الولاياتالمتحدة ومن خلال تدريباتها المشتركة مع القوات المحلية تتطلع إلى أكثر من ضمان توافد السياح على السنغال والحفاظ على الاستقرار السياسي، بل تريد انخراطاً أكبر من داكار، لا سيما بعد ظهور التهديد الإرهابي عقب هجمات 11 سبتمبر لتلعب دوراً مهماً في تسيير دوريات بالمنطقة وملاحقة الإرهابيين. في هذه الأثناء قام قاضي التحقيق في العدالة الموريتانية أول أمس بإحالة المتهم السلفي التقي ولد يوسف إلى السجن المدني في العاصمة بعد انتهاء التحقيقات الأولية التي أجرتها الشرطة معه منذ وصوله إلى نواكشوط. ووجه القاضي لولد يوسف تهما تتعلق ب''محاولة خطف واحتجاز أشخاص دون أمر السلطات المختصة من أجل التصرف في حريتهم، وجمع أموال لصالح مؤسسة إرهابية وتسييرها وإخفاء أشخاص مطلوبين للعدالة''. وكانت السلطات النيجرية قد سلمت التقي ولد يوسف، المولود ,1977 للأمن الموريتاني بعد ثمانية أشهر من اعتقاله استجابة لمذكرة اعتقال دولية أصدرها القضاء بحقه إثر محاولات لاعتقاله داخل موريتانيا باءت بالفشل، ويصنف على أنه من كبار قادة تنظيم قاعدة المغرب. وطلبت الجزائر من موريتانيا الحصول من ولد يوسف على معلومات وصفتها بالمهمة حول أسرار التنظيم.