أكد الجنرال وليام وورد قائد القيادة الأميركية الخاصة بأفريقيا "أفريكوم" نهاية الأسبوع الفارط أن الجيوش المحلية لبلدان المغرب العربي قد أثبتت كفاءتها في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تعد لهل رغبة حاليا في نقل مقر "أفريكوم" إلى شمال إفريقيا. أوضح الجنرال وليام وورد في مؤتمر صحفي عقده بالسفارة الأمريكية على هامش زيارة قام بها إلى تونس الأربعاء الفارط، حيث أشرف على مناورات مشتركة بين قوات تونسية وأمريكية في قاعدة بنزرت (شمال) أن المكاتب العسكرية الأميركية في أفريقيا "تقوم بالدور المطلوب منها في تنسيق التعاون العسكري تحت مظلة القيادة المركزية في شتوتغارت، مما يجعلنا غير محتاجين لقواعد خصوصا وأن الجيوش المحلية قد أظهرت كفاءتها في مكافحة الإرهاب". وتحمل تصريحات الجنرال وورد إشارة صريحة إلى أن واشنطن قد جمدت على الأقل في الفترة الحالية عن فكرة إقامة "الأفريكوم" في شمال إفريقيا خاصة بعد الرفض القاطع الذي أبدته بلدان المنطقة والذي أدى إلى إقامة هذه القاعدة في شتوتغارد الألمانية غير أن استبعاد نقل الأفريكوم من ألمانيا إلى شمال إفريقيا لا يعني عدم نقلها لاحقا إلى أية منطقة من القارة الإفريقية، كما نفى وورد أن تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية قد طلبت من البلدان المغاربية استضافة مقر القيادة الخاصة بأفريقيا (أفريك كوماندمينت). وأضاف وورد أن التهديد الإرهابي حقيقي في شمال إفريقيا " الإرهابيون قالوا ذلك وأنا أصدقهم، إنهم يريدون تدمير نمط عيشنا وسنعمل معا لمنعهم من ذلك"، وفي سياق ذي صلة أشاد الجنرال الأمريكي بالتعاون بين الولاياتالمتحدة ودول المغرب العربي فيما يخص مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن التنسيق الأميركي مع الشركاء المغاربة لن يمكّن تنظيم "القاعدة" من تحقيق أهدافه في المنطقة. ومن جهة أخرى ذكرت مصادر إعلامية أن وورد قد ركز في المحادثات التي جمعته بالمسؤولين التونسيين على ضرورة تركيز التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب، مع تعزيز ذلك في المناطق الحدودية الفاصلة بين الجزائروتونس. وعلى صعيد آخر أشاد الجنرال الأمريكي بالتعاون بين الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة في حوض المتوسط ونفى أن تثير مبادرة الرئيس الفرنسي ساركوزي الداعية إلى تشكيل "الاتحاد من أجل المتوسط" مخاوف واشنطن بشان تواجدها في المنطقة. كما أكد رئيس أفريكوم الذي من المقرر أن يزور المغرب أيضا، ضرورة المزيد من التعاون بين دول المنطقة خصوصا من خلال "برامج تدريب" الجيوش لتعزيز قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أهمية إقامة تعاون "طويل الأمد" مع الدول الإفريقية لضمان المزيد من الاستقرار في القارة، وقال "بوجود إفريقيا مستقرة العالم سيكون أكثر استقرارا" مشيرا إلى تعاون "إضافي" حول إفريقيا بين الولاياتالمتحدة ودول أوروبية. وتجدر الإشارة إلى أن وورد قد قام بزيارة إلى تونس بمناسبة "يوم الذكرى" الأمريكي، حيث استغل الفرصة لإجراء مشاورات مع نظرائه التونسيين وفي مقدمهم وزير الدفاع كمال مرجان.